توطئة
اجتاحت المجتمع الإسرائيلي خلال السنة الفائتة منذ حرب لبنان الثانية موجة منقطعة النظير من الانتقادات لصانعي القرارات في الحكومة والجيش الإسرائيلي. وخلافا لحروب سابقة، فإن الكثير من الحقائق والوقائع الأساسية المتعلقة بهذه الحرب لم تصل إلى علم الجمهور سوى بعد عدة أشهر من انتهاء الحرب، عقب نشر التقرير الجزئي (المرحليّ) للجنة فينوغراد وبرتوكولات مداولاتها. في هذه الأجواء تولد أيضاً الانطباع بأن وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي قادت حملة الانتقادات، كانت نقدية تجاه الحرب حتى في أثنائها!
كتبت غصون ريّان:
لا يترك الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني بصماته على الحياة العامة والخاصة فحسب، بل يتعدّى ذلك، وتبرز أنيابه في العديد من العلوم لا سيّما التاريخ وعلم الآثار الذين يكمل كل منهما الآخر. وإذا كانت لهذه العلوم وظيفة المقود الذي من شأنه أن يوجه ويسيّر المركبة إلى اتجاه معين ومحدّد فإن توظيف وتوجيه هذه العلوم يفقدها الصبغة العلمية البحتة لتتحول إلى أحد أركان ذلك الصراع.
هذا التقرير الخاص الصادر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار يحاول أن يلمّ ببعض تفاصيل العلاقات الإسرائيلية- الصينية وما تنطوي عليه من تداعيات على السياسة الإسرائيلية وعلى الأوضاع الإقليمية والدولية. ويستعيد "حكم القيمة" الإسرائيلي القائل إنه رغم تعمق التعاون الاقتصادي- الأمني فإن قدرة إسرائيل في التأثير على السياسة الصينية الرسمية لا تزال محدودة للغاية
يحفل تاريخ الحركة الصهيونية بعشرات جرائم الإرهاب والقتل السياسي التي وقعت داخل صفوف وبين المنظمات والأجنحة المختلفة في الحركة الصهيونية ذاتها ومجتمعها الاستيطاني اليهودي في فلسطين، وخاصة في فترة ما قبل قيام دولة إسرائيل.
الصفحة 39 من 1047