تجري في الآونة الأخيرة أعمال بناء بؤرة استيطانية في قلب حي عرب السواحرة الفلسطيني الواقع في جنوب القدس الشرقية، وذلك بعد مصادقة بلدية القدس الغربية وعلى الرغم من الاحتجاجات الدولية على البناء الاستيطاني خارج الخط الأخضر. وذكرت صحيفة هآرتس، اليوم الاثنين – 27.4.2009، أن البؤرة الاستيطانية مؤلفة من ثلاثة مبان، ويرتفع كل مبنى إلى ما بين سبعة إلى ثمانية طوابق، وتشمل المباني الثلاثة ما بين 62 إلى 66 وحدة سكنية. وسيقطن في هذه البؤرة مستوطنون من التيار الديني – القومي اليميني المتطرف.
وبدأت أعمال بناء البؤرة الاستيطانية في الحي الفلسطيني قبل شهرين بمصادقة بلدية القدس الغربية، التي تعتبر "أحد مالكي الأرض" الجاري بناء البؤرة فيها والتي تبلغ مساحتها 3.5 دونم تقريبا. وتحيط بيوت المواطنين الفلسطينيين بالبؤرة الاستيطانية من ثلاث جهات، الشمالية والغربية والجنوبية، فيما يمر شرقي البؤرة شارع هو الوحيد المؤدي إليها، وهو الشارع الرئيسي في عرب السواحرة.
وكانت لجنة تنظيم البناء التابعة لبلدية القدس الغربية قد صادقت على مخطط بناء البؤرة في عرب السواحرة في العام 2000، وعندما كان يشغل منصب رئيس البلدية رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، ايهود أولمرت، الذي شجع الاستيطان في القدس الشرقية.
ونقلت هآرتس عن المتحدث باسم بلدية القدس الغربية قوله، إن البؤرة الاستيطانية في عرب السواحرة هي جزء من مخطط بناء حي "تلبيوت". وادعى أن تصاريح بناء البؤرة وعملية البناء قانونية وتتلاءم مع "خطة بناء المدينة" التي تمت المصادقة عليها. واعتبر رئيس بلدية القدس الغربية، نير بركات، أن "أعمال بناء في منطقة النفوذ القانونية لبلدية القدس ليس استيطانا مثلما لا يعتبر البناء في تل أبيب استيطانا".
لكن المحامي داني زايدمان، وهو المستشار القانوني لجمعية "عير عاميم" التي تنشط ضد الاستيطان في القدس الشرقية، أكد أن قطعة الأرض الجاري بناء البؤرة الاستيطانية فيها هي "جزء من نسيج الحياة" للسكان الفلسطينيين في عرب السواحرة. وشدد زايدمان أيضا على أن قطعة الأرض هذه لم تشملها أبدا عمليات مصادرة الأراضي، التي نفذتها السلطات الإسرائيلية لغرض بناء الحي الاستيطاني "تلبيوت ميزراح"، ولم تكن جزءا من مخطط إقامة هذا الحي الاستيطاني، وأن ما يربط بين البؤرة الاستيطانية والحي الاستيطاني هو ممر معد لعبور المشاة.
وأشار زايدمان إلى أن "خطة بناء المدينة" تسمح للسكان الفلسطينيين في عرب السواحرة ببناء ثلاث وحدات سكنية فقط في الدونم الواحد، فيما سمحت البلدية ببناء 66 وحدة سكنية في 3.5 دونم التي تقام فيها البؤرة الاستيطانية.
وقالت هآرتس إنه في الآونة الأخيرة تزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف أعمال البناء في المستوطنات وفي المناطق الواقعة وراء الخط الأخضر وضد سياسة هدم البيوت في القدس الشرقية.