المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • ارشيف الاخبار
  • 850

"المشهد الإسرائيلي" – خاص

 

خرج الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، مؤخرا، بصرعة جديدة تقضي بإجراء مفاوضات مع العالم العربي للتوصل إلى سلام شامل. والملاحظ أن بيرس يطرح أفكارا جديدة تتعلق بالصراع كل فترة. فبعد أن كان أحد مهندسي اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذي تم توقيعه في أيلول العام 1993، تراجع عن موقفه بخصوص مفاوضات سياسية للتوصل إلى سلام، سيؤدي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية، واختلق فكرة "سلام اقتصادي" تعفي إسرائيل من التزامات سياسية وانسحاب من الضفة الغربية. ولسبب ما، عاد بيرس الآن إلى الحديث عن مفاوضات سياسية، لكن ليس مع الفلسطينيين، ولا مع السوريين، وإنما مع العالم العربي كله ومع جامعة الدول العربية، التي هاجمها في كل فرصة سانحة. وهاجم بيرس "المفاوضات المنفردة" مع الفلسطينيين وسورية معتبرا أن إسرائيل تدفع من خلالها ثمنا أكبر مما ستدفعه في إطار "سلام إقليمي" مع العالم العربي.

 

 

ونقلت صحيفة معاريف، اليوم الأحد – 19.10.2008، عن بيرس قوله خلال لقائه الزعيم الروحي لحزب شاس، الحاخام عوفاديا يوسف، أمس الأول الجمعة، إنه "من الخطأ إجراء مفاوضات منفردة مع السوريين ومفاوضات مع الفلسطينيين. وعلى إسرائيل التوقف عن إجراء مفاوضات منفردة والذهاب إلى اتفاق سلام إقليمي مع الدول العربية وجامعة الدول العربية". وبرر بيرس موقفه الجديد بأنه "في المفاوضات المنفردة تدفع إسرائيل الكثير وتحصل على القليل، بينما في مفاوضات مع العالم العربي كله سيكون بالإمكان الحصول على ضمانات والتوصل إلى صفقة شاملة". واستطرد أنه "يجب أن نمد يدنا إلى جميع الدول العربية على أساس مبادرة السلام العربية وعدم إهدار طاقة ووقت في مسارات منفردة".


وقالت معاريف إن بيرس يعمل منذ مدة طويلة لتسويق فكرة "سلام إقليمي" فيما انتقد بشدة المسارات المنفردة خلال محادثات مغلقة. وانتقد بيرس بشدة خصوصا مسار المفاوضات مع سورية، معتبرا أن إسرائيل دفعت حتى الآن ثمنا دوليا للرئيس السوري، بشار الأسد، ولم تحصل على شيء في المقابل. ويشير بيرس بذلك إلى أن استئناف محادثات السلام بين إسرائيل وسورية، التي انطلقت قبل بضعة شهور، أدت إلى انفراج في العلاقات بين سورية ودول أوروبية وحتى مع الولايات المتحدة، وكانت إسرائيل قد تحفظت كثيرا من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى دمشق مؤخرا. وأشارت معاريف إلى أن بيرس توجه بصورة مباشرة إلى العاهل السعودي، الملك عبد الله، خلال خطاب ألقاه في افتتاح دورة الهيئة العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، وادعى أن إسرائيل تمد يدها للسلام وتريد البحث في مبادرة السلام العربية. ونقلت الصحيفة عن بيرس تشديده في محادثات مغلقة على أنه ينبغي القول "نعم" لمبادرة السلام العربية.

 

وفي إطار نشاطه في سياق "سلام إقليمي" التقى بيرس خلال الشهور الأخيرة مع شخصيات عربية عديدة وبينها شخصيات من دول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، كما يجري اتصالات مع جهات ذات علاقة مع زعماء في العالم العربي.


وبحسب معاريف فإن أفكار بيرس لا تسقط على فراغ سياسي في إسرائيل. إذ قال رئيس حزب العمل ووزير الدفاع، ايهود باراك، في نهاية الأسبوع الماضي، إن على إسرائيل بلورة خطة سلام شامل وعرضها على العالم العربي. كذلك فإن وزيرة الخارجية ورئيسة حزب كديما المكلفة بتشكيل حكومة جديدة، تسيبي ليفني، تتحدث في محادثات مغلقة بلهجة إيجابية حول احتمال الذهاب إلى عملية سلام شامل مع العالم العربي. وقالت في اجتماع مغلق بعد فوزها برئاسة حزب كديما، الشهر الماضي، إنها أيدت مبادرة السلام العربية بعد نشر تفاصيلها الأولية في مقال كتبه الصحفي الأميركي، توماس فريدمان، في صحيفة نيويورك تايمز، وكانت ما زالت تدعى في حينه مبادرة السلام السعودية. لكن ليفني تعارض بشدة بنودا أساسية في مبادرة السلام العربية، بينها البند الذي يتحدث عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين والبند الذي يتحدث عن جدول زمني لمحادثات سلام. وقالت معاريف إن "سلاما إقليميا" هو "الشيء المقبل"، على ما يبدو، في حال بدأ "عهد ليفني" في رئاسة الوزراء، والخطوات التي يقوم بها بيرس ستلقى دعما من ليفني.

 

وأضافت معاريف أن رئيس مكتب بيرس السابق، أفي غيل، هو الذي يقف وراء تجنيد بيرس لهذه المهمة. وأن غيل يعمل في السنوات الأخيرة مع الملياردير اليهودي الأميركي، دانييل أبرامس، الذي قالت الصحيفة إنه يستثمر أموالا وطاقات من أجل دفع السلام في الشرق الأوسط. ويذكر أن أبرامس كان أحد المشتبهين برشو رئيس الحكومة الإسرائيلية المستقيل، ايهود أولمرت، في قضية المناقصة لبيع أسهم السيطرة على بنك ليئومي، وهو ثاني أكبر بنك إسرائيلي. لكن المناقصة لم تخرج إلى حيز التنفيذ في حينه والشرطة الإسرائيلية أغلقت ملف التحقيق هذا.

المصطلحات المستخدمة:

حق العودة, باراك, كديما, رئيس الحكومة

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات