ترجمة حرفية عن موقع "ميرتس" على الانترنت للفقرات الخاصة بموضوعتي "السلام والأمن" من برنامج تحالف اليسار الصهيوني "ميرتس". البرنامج تم نشره في منتصف ديسمبر 2002
يرنو الشعب الإسرائيلي إلى تحقيق السلام باعتباره فصلا حاسما في تجسيد الحلم الصهيوني وشرطا لبقاء دولة إسرائيل وازدهارها. وقد أسهمت السياسة السلمية التي اتبعتها حكومة رابين - ميرتس (1992- 1996) في تعزيز المكان الأمنية والسياسية والإقتصادية لإسرائيل وأحدثت تحولا استراتيجيا في مكانتها الإقليمية والدولية. ولا بد للحكومة المقبلة من العمل على استكمال اتفاق أوسلو والشروع في مفاوضات سلام مع سورية ولبنان، وتوسيع دائرة السلام لتشمل معظم الدول العربية. وهو أمر ممكن إذا توفرت القناعة والإستعداد للقيام بذلك حتى إذا تطلب ذلك تقديم تنازلات مؤلمة.
* السلام مع سورية
يعتبر السلام مع سورية في منتهى الأهمية نظرا لأنه يكفل درء خطر حرب مباغتة، ويتيح استتباب الهدوء على الحدود الشمالية مع لبنان، ويمهد الطريق لسلام شامل مع معظم الدول العربية.
وفي المقابل - سلام كامل مع سورية، يستند إلى ترتيبات أمنية صارمة ويضمن إمدادات المياه لإسرائيل، يجب على إسرائيل الموافقة على الإنسحاب إلى الحدود الدولية. وقد سبق وأن طبق هذا المبدأ (مبدأ الإنسحاب إلى الحدود الدولية) في نطاق معاهدة السلام مع مصر.
يجب أن يضمن إتفاق السلام مع سورية ألا تشكل هضبة الجولان قاعدة للعدوان ضد إسرائيل وتجمعاتها السكانية ومواردها المائية. الترتيبات الأمنية يجب أن تكون شاملة ومتنوعة، وأن تستند إلى إقامة مناطق منزوعة واسعة النطاق، وتقليص للقوات ووسائل إنذار متطورة، وإلى تطبيع للعلاقات بين البلدين مع ضمانات دولية.
* السلام الشامل
إن التوصل إلى تسوية دائمة مع الشعب الفلسطيني وتوقيع معاهدة سلام مع كل من سورية ولبنان، يعتبران أمرا حيويا لإنعاش وتكريس اتفاقيات السلام مع مصر والأردن ولشق طريق للسلام مع باقي الدول العربية. إن السلام الإقليمي الشامل كفيل بكبح الإرهاب الأصولي الذي يهدد سائر بلدان الشرق الأوسط، كما أنه يسهم في التوجه نحو جعل المنطقة منزوعة أو خالية من كل أنواع سلاح الدمار الشامل. إن التوصل إلى سلام شامل في الشرق الأوسط سيؤدي إلى زيادة استثمارات الأسرة الدولية وإلى تعزيز علاقاتها التجارية مع جميع دول المنطقة.
* السلام مع الشعب الفلسطيني
يعتبر النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني العقبة الرئيسة أمام السلام في الشرق الأوسط. إن التوصل إلى تسوية سلمية دائمة بين الشعب الإسرائيلي والشعب العربي الفلسطيني لهو قضية مصيرية بالنسبة لكلا الشعبين، والخيار الوحيد الحاسم هو: إما التسوية القائمة على تقسيم البلاد بين الشعبين، وإما الحرب المستمرة بينهما. إن استمرار عملية السلام، من خلال التعاون بين حكومة إسرائيل والقيادة الفلسطينية، أمر حيوي لكلا الجانبين، ولذلك يتعين على السلطة الفلسطينية أن تبرهن بالأفعال بأنها تعمل فعلا على إحباط أي محاولة لعرقلة عملية السلام عبر أعمال إرهابية إجرامية، وعلى إسرائيل الإمتناع عن الرد بفرض عقوبات جماعية.
* دولتان سياديتان
إن إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل من شأنه أن يتيح إمكانية الفصل بين دولتين سياديتين، تتعايشان بسلام جنبا إلى جنب، وفي ظل تعاون، تبين مجالاته في اتفاق السلام بينهما، لمنفعتهما المتبادلة.
إن لإسرائيل مصلحة كبيرة في بناء قاعدة لإقتصاد فلسطيني مستقل ومتطور، يسهم بالتعاون مع كل من إسرائيل والأردن في زيادة حركة التبادل التجاري بين الأطراف، على غرار اتفاق "نافطا" في أمريكا الشمالية.
* التسوية الدائمة
إن حق تقرير المصير الوطني للشعب العربي الفلسطيني هو الركيزة الأساسية لأي تسوية سلمية مستقبلية. إن إحلال السلام بين إسرائيل السيادية وفلسطين السيادية المتعايشتان بسلام جنبا إلى جنب، يجب أن يقوم على احترام الإحتياجات الأمنية لكل من الدوليتين والتنفيذ الدقيق للإتفاقيات بينهما. الحدود الدائمة بين إسرائيل والدولة الفلسطينية تقرر عبر المفاوضات بين الطرفين، والتي ستجلو إسرائيل خلالها عن معظم المناطق التي احتلت في حرب الأيام الستة. إن الإعتبارين الأمني والديمغرافي لهما الدور الحاسم في تحديد خطوط الحدود المتفق عليها. "ميريتس" على قناعة بإمكانية التوصل إلى تسوية عادلة حول مسألة الحدود الدائمة، تؤمن المصالح الحيوية بين الطرفين وتقلص قدر المستطاع عدد سكان المناطق الفلسطينية التي ستبقى داخل مجال سيادة إسرائيل وكذلك عدد الإسرائيليين الذين سيبقون داخل مجال سيادة الدولة الفلسطينية.
إنسحاب الجيش الإسرائيلي إلى الحدود الدائمة سيكون منوطا بترتيبات أمنية تتيح لإسرائيل درء وإحباط أي مخاطر بسرعة ونجاعة. المناطق التي يشملها الإنسحاب تكون منزوعة السلاح، وإذا حصل أي انتهاك فإن لإسرائيل الحق بالتصرف حسب القواعد الأساسية للدفاع عن النفس، وهو حق تنص عليه اتفاقيات السلام وترتيبات الأمن الإقليمية. أي اتفاق يجب أن يمنع أي جيش أجنبي أو قوة إرهابية من عبور نهر الأردن إلى الضفة الغربية.
ستحدد إتفاقيات السلام، بالإتفاق المتبادل، شكل العلاقات المستقبلية بين الدولتين في مجال الإقتصاد والسياحة والمواصلات وجودة البيئة وتوزيع مصادر المياه. تتمسك إسرائيل بضمان وتأمين مصالحها القومية في هذه المجالات دون الإجحاف بالجانب الفلسطيني.
* القدس
القدس، كعاصمة لإسرائيل، لا يعاد تقسيمها مجددا، إتفاق الوضع النهائي للمدينة يجب أن يراعي كافة الإرتباطات الوطنية والدينية بالقدس. ميريتس ستدعم أي اتفاق حول مسألة القدس يكون مقبولا لدى الطرفين. وتدعو ميريتس، وهي إذ تدرك تعقيدات المسألة كلا من حكومة إسرائيل والقيادة الفلسطينية إلى فصل مسألة المدينة عن باقي المسائل التي سيصار إلى بحثها وتسويتها في نطاق الحل الدائم، وإلى التفاهم مسبقا على أن عدم التوصل لإتفاق حول الوضع الدائم للمدينة يجب ألا يعيق التوقيع على اتفاق سلام شامل يتضمن إقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة إلى جانب إسرائيل.
وإلى حين التوصل إلى اتفاق حول الوضع الدائم للقدس، تدعو ميريتس كلا الطرفين إلى الإمتناع عن فرض وقائع على الأرض من جانب واحد، وإلى تطبيق ترتيبات مؤقتة متفق عليها، تحد من التوترات بين الشعوب والطوائف المختلفة في المدينة. كما وتدعو "ميريتس" إلى الإعتراف بمكانة "بيت الشرق" كممثلية شرعية للسلطة الفلسطينية في القدس، وهي تؤمن أن وجود مثل هذه الممثلية الفلسطينية في القدس لا يمس بمكانة المدينة وأن هذه الممثلية ستخدم بشكل فعال مصالح 190 ألف فلسطيني يقيمون في القدس.
تعارض ميريتس عمليات الطرد ومصادرة الهويات وهدم المنازل التي تتم في القدس برعاية وتشجيع من رئيس الحكومة ووزارة الداخلية وبلدية القدس.
* حقوق الإنسان في المناطق
إلى حين التوصل إلى اتفاق سلام يتعين على إسرائيل أن تدير سلطتها في المناطق (المحتلة) من خلال التمسك والحرص على تطبيق قوانين الدولة، وقواعد العدل الطبيعي والقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تضمن حقوق السكان في المناطق المحتلة. يجب على إسرائيل التوقف عن هدم البيوت وعلى الجيش الإسرائيلي أن يعمل في إطار القانون وسط أقصى ضبط للنفس والإمتناع عن انتهاك الحقوق أو المس بكرامة الناس، وبالأخص الحفاظ الصارم على حياة الناس. ستناضل "ميريتس" من أجل الحفاظ على الحقوق الأساسية لسكان المناطق، بما في ذلك في جمع شمل العائلات.
* المستوطنات والمستوطنون
عارضت ميريتس ولا تزال تعارض بصورة تامة سياسة بناء المستوطنات في المناطق والتي أوجدت واقعا غير محتمل من الإختلاط والتداخل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. تدعو ميريتس إلى التوقف التام عن مصادرة الأراضي والبناء الجديد في المستوطنات القائمة. وتدعو ميريتس إلى تفكيك مستوطنات صغيرة ومعزولة في مرحلة المفاوضات حول التسوية الدائمة وتفضل جلاء المستوطنين طوعا.
وإلى حين إحلال السلام وانسحاب إسرائيل من الغالبية الساحقة للمستوطنات، على الحكومة الإسرائيلية ضمان أمن مواطنيها في المستوطنات، وأن يتم بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ضمان حرية تنقل المستوطنين بين إسرائيل ومستوطناتهم.
* الجيش الإسرائيلي والسياسة الأمنية
تؤمن "ميريتس" بوجوب الحفاظ على قوة الجيش الإسرائيلي، كدرع وضمانة أساسية لدولة إسرائيل، بما في ذلك استتباب السلام في المنطقة مستقبلا. إن إحلال السلام سيعفي الجيش الإسرائيلي من القيام بمهام الشرطة الدركية في المناطق، وسيتيح له تطوير قدراته الإستراتيجية وسط ملاءمة النظرية الأمنية مع الواقع الجديد في ظل التوصل لتسويات مع الدول المجاورة.
* علاقات إسرائيل الدولية
... تؤيد ميريتس إقامة تعاون إقليمي غايته الحد من التوتر الأمني، وتشجيع العلاقات التجارية والإقتصادية وتطوير علاقات بين شعوب المنطقة على الصعيد الثقافي. إن تعاونا من هذا النوع يعد ضروريا لإحلال السلام والأمن.
ترجمة حرفية عن موقع "ميرتس" على الانترنت