نقدم، فيما يلي، ترجمة كاملة للمقدمة التي وضعها شلومو سفيرسكي لمؤلفه الجديد الذي صدر في السابع من تموز الجاري، تحت العنوان المثبت أعلاه:
طبقا للمعايير المقبولة دوليا وبالمقارنة مع المجتمع البشري في العالم أجمع، نعيش نحن، سكان إسرائيل، في وضع جيد جدا. فإسرائيل مصنّفة في عداد الدول المسماة "متطورة"؛ إنها تنتج منتجات بمستويات تكنولوجية رفيعة جدا، من الأكثر تطورا في العالم؛ غالبية الإسرائيليين يتمتعون بمستوى معيشيّ "غربيّ"، حتى إن لم يكن من الأعلى في العالم؛ وتدير دولة إسرائيل منظومات من الأكثر شمولية في مجالات الصحة، التعليم، الرفاه والضمان الاجتماعي، حتى وإن لم تكن من الأكثر سخاء في دول الغرب. وبنظرة مقارِنة، يمكن الحديث عن حلم صهيوني قد تحقق.
أظهرت قائمة الأثرياء الـ 500 الكبار في إسرائيل، التي تصدرها سنويا المجلة الشهرية لصحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية التابعة لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، حجم التأرجحات في الثروات الكبرى، خاصة في أسواق المال. فقد تبين أن اجمالي ثروة الأثرياء الـ 500 بلغ هذا العام 1ر136 مليار دولار، أقل مما كان عليه في العام الماضي 2015- حوالي 140 مليارا، إلا أن ثريا واحدا متجنّسا إسرائيليا خسر في العام الماضي وحده ما يقارب 9 مليارات دولار.
أرنو ميمران هو ملياردير فرنسي يهودي متهم في قضية احتيال اشتهرت باسم "لسعة القرن"، ويحاكم في فرنسا على سرقة 283 مليون يورو، والضلوع في قتل شخص له صلة بالقضية. وتشير الشبهات ضده إلى أنه هرّب هذا المبلغ إلى إسرائيل، التي زارها مرات كثيرة، وأجرى عملية غسيل أموال، وحصل مقابلها على 50 مليون يورو، حوّلها إلى فرنسا، عن طريق تحويلات بنكية وتهريب مبلغ نقدي منها بطائرته الخاصة. وتمكن ميمران من فعل ذلك، لأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية. وخلال جلسة في المحكمة المركزية في باريس، مؤخرا، شهد ميمران بأنه تبرع بمبلغ مليون يورو لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من أجل تمويل حملته الانتخابية.
أقيم في "الكلية الأكاديمية نتانيا" (في مدينة نتانيا بوسط إسرائيل)، يوم الأربعاء 8 حزيران الجاري، مؤتمر خاص لإحياء ذكرى مرور 100 عام على ولادة إسحاق شامير، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، نظمه "مركز الحوار الاستراتيجي" التابع لـ"كلية نتانيا" و"مركز إحياء تراث مناحيم بيغن"، بالتعاون مع ديوان رئيس الحكومة ("مجلس تخليد رؤساء إسرائيل ورؤساء حكوماتها") وبلدية نتانيا.
ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية متطابقة أن المسؤولين في إسرائيل "تنفسوا الصعداء" في أعقاب نشر البيان الختامي لمؤتمر وزراء الخارجية الذي عُقد في باريس يوم 3/6/2016، في إطار المبادرة الفرنسية الرامية إلى عقد مؤتمر سلام دولي بحلول نهاية العام الحالي من أجل تحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
التقرير الذي أصدره مركز "بتسيلم" يوم الأربعاء (25 أيار) يشكل، في خلاصته الأخيرة والقرار الذي انبثق عنها، تطوراً مدوياً رغم أنه لم يحظ ـ لأسباب واضحة! ـ بما يستحقه من التغطية الإعلامية التي توازي أهميته وجوهرية الموقف الذي يحمله من حيث كونه نقطة تحوّل هامة، ليس على صعيد العمل والممارسة اليوميين فقط، وإنما على صعيد الوعي لواقع الأمور وحقيقة صيروراتها.
الصفحة 12 من 23