المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • منوعات
  • 3121

على الرغم من كل سياسة التمييز والقيود التي يواجهها العرب في الداخل في جهاز التعليم الإسرائيلي، وأيضا في سلك التعليم الجامعي، إلا أن تقريرا جديدا لمكتب الاحصاء المركزي الإسرائيلي أظهر ارتفاعا ملحوظا في نسبة الحاصلين على الألقاب الجامعية الأول والثاني والثالث، والنسب باتت أعلى بما لا يقاس عما كان قبل عقد وعقدين من الزمن.

مع ذلك تبقى الاحصائيات التي نعرضها هنا أقل من واقع الحال، إذ أن هذه الاحصائيات تتعلق بخريجي الجامعات والكليات الإسرائيلية، بينما ما بين 16 - 19 ألف طالب عربي يتلقون تعليمهم الجامعي في الأردن ودول أوروبية، وفي السنوات القليلة الأخيرة بدأ هناك إقبال كبير على الجامعات في الضفة الغربية، أبرزها الجامعة الأميركية في مدينة جنين، حيث يدرس فيها وحدها 4 آلاف طالب من فلسطينيي 48، وأيضا في جامعة النجاح في نابلس، وجامعة بير زيت.

وبحسب تقرير مكتب الاحصاء عن السنة الدراسية 2014- 2015، فإن عدد الحصلين على الألقاب الجامعية في الجامعات والكليات في إسرائيل بلغ 5ر73 ألف طالب، وهذا أقل بنسبة 2% عما كان في السنة الدراسية التي سبقت، 2013- 2014. إلا أن هذا الهبوط كما يبدو كان بين الطلاب اليهود، إذ أن أعداد الخريجين العرب ارتفعت بنحو 5%، ولكن نسبة الزيادة الحقيقية بعد الأخذ بعين الاعتبار التراجع العام بلغت 3%.

وقد بلغت نسبة الحاصلين على اللقب الأول من العرب 2ر10%، مقابل نسبة 7ر9% في العام الدراسي الذي سبق، في حين أنه في العام الدراسي 2001- 2002 كانت النسبة 4ر6%. يضاف إلى هذا أن الدراسة في الخارج لم تكن بالحجم القائم اليوم.

أما في اللقب الثاني فقد كانت القفزة أكبر بكثير، ففي العام الدراسي 2014- 2015، كانت نسبة الطلاب العرب الحاصلين على الشهادة 2ر9% مقابل نسبة 7ر8% في العام الدراسي الذي سبق، أما في العام الدراسي 2001- 2002، فقد كانت النسبة 3ر3%.

وكانت القفزة الأكبر في اللقب الثالث، فقد بلغت نسبة العرب الحاصلين على هذه الشهادة في العام الدراسي موضوع التقرير 4ر4%، مقابل نسبة 2ر3% في العام الدراسي الذي سبق 2013- 2014، في حين أنه في العام 2001- 2002، كانت نسبة العرب من بين الحاصلين على اللقب الثالث 7ر2%.

وبطبيعة الحال، حينما يكون المسح متعلقا بكل الحاصلين على الشهادات الجامعية لدى العرب من كل الجامعات والكليات في الوطن والخارج فإن نسبة العرب سترتفع، ولكنها تبقى أقل من النسبة القائمة بين اليهود مع توجه دائم لتقليص الفجوة.

كذلك ووفق تقارير تصدر تباعا، آخرها في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، فإن نسبة العرب آخذة في الارتفاع في المواضيع المتقدمة والعصرية، وأولها الطب، ثم قطاع التقنية العالية، الذي سجل في العام الدراسي المنتهي قفزة بنسبة 40% عما كان في العام الدراسي 2012، ففي ذلك العام كانت نسبة العرب في مواضيع التقنية العالية، من برمجة وعلم حاسوب وغيره، 10%، وقفزت في العام الدراسي المنتهي 2015- 2016 إلى 14%. وشكّل العرب 50% من إجمالي زيادة الطلاب في هذه المواضيع العصرية.

وبحسب معهد الأبحاث "تسوفن" الذي أصدر هذه المعطيات، فإن ما ساهم في هذه الزيادة الحادة، هو دخول شركات تقنية عالية عالمية ومحلية إلى البلدات العربية، خاصة مدينة الناصرة، التي فيها "دفيئة تكنولوجية". وتعمل في المدينة 40 شركة، آخرها كانت شركة ميكروسوفت.

وتشير كل التوقعات إلى استمرار الارتفاع في أعداد الطلاب العرب في هذه المواضيع العصرية.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات