بروفيسور افرايم ياعر
* اوراق اسرائيلية: العدد الحادي عشر، وهو مخصص للبحث في تداعيات انهيار الوضع السياسي - الامني على اتفاقات التسوية بين اسرائيل والفلسطينيين.
للاسبوع الثالث على التوالي، وقبل موعد الانتخابات التشريعية القادمة بثلاثة اسابيع، تشير نتائج استطلاعات الرأي العام في اسرائيل الى ان الانتخابات ليست محسومة نهائيا في صالح حزب السلطة "الليكود"، وانه يشهد تراجها في شعبيته بسبب الاوضاع الداخلية الفضائحية المتعلقة به. وتبعث هذه النتائج على الامل في نفوس اسرائيليين كثيرين من "معسكر اليسار"، يرون في انحسار قوة اليمين مصدر تفاؤل لهم.
حظرت اللجنة الانتخابية المركزية في اسرائيل (2 يناير) على وزير الامن الاسرائيلي شاوول موفاز ترشيح نفسه في الانتخابات التشريعية المقررة في 28 كانون الثاني، واعتبرت اللجنة الانتخابية ان مهلة الاشهر الستة الادنى منذ ترك موفاز منصبه العسكري السابق في اب لم تنته بعد ليصبح بامكانه الترشح الى الانتخابات.
27 قائمة انتخابية هو العدد شبه النهائي للقوائم المتنافسة في انتخابات 28 يناير 2003، بعد ان شطبت لجنة الانتخابات المركزية قائمتين، واقرت القوائم المتبقية واسماء المرشحين (باستثناء ثلاثة هم عزمي بشارة واحمد الطيبي، والمرشح في قائمة "حيروت"، باروخ مرزيل، الذي اقرته اللجنة رغم معارضة رئيسها ميخائيل حيشين، وستنظر المحكمة العليا في اجازة ترشيحه الثلاثاء القادم).
<توقفوا عن تناول الشوكولاطة البلجيكية!> هذا ما أمر به القنصل الإسرائيلي في فلوريدا الجالية اليهودية الكبيرة الموجودة في هذه الولاية.لقد وصلت الشتائم في إسرائيل إلى ذروتها لتصم الآذان. بلجيكا الحقيرة! بلجيكا المخبولة! بلجيكا التي أصابها جنون العظمة! ويرددون مرارًا وتكرارًا: بلجيكا اللاسامية! بلجيكا النائية الجديدة!
ومفهوم ضمنًا أن على اسرائيل استدعاء سفيرها في بروكسل بأقصى سرعة. ما الأمر؟ هل لإسرائيل أن تبقي سفيرها في عاصمة الكراهية العالمية لإسرائيل؟
مشاعر العدائية والأحباط التي تدفقت من مقاعد المعارضة باتجاه منصة الخطابة في الكنيست، حين كان ارئيل شارون يعرض حكومته الجديدة يوم الاربعاء 27 شباط، تكاد لا تذكر بالمقارنة مع مشاعر الحقد والكراهية المكبوتة التي كانت تفصل بين الجالسين حول طاولة الحكومة.أفعال شارون في الأيام الأخيرة تركت بصماتها على الوزراء. لقد دخلوا الى قاعة الكنيست الواحد تلو الآخر وكأنهم خارجون للتو من رحلة عذاب: مُجرَّحون، منكمشون، ورؤوسهم متدلية. اثنان منهم، نتنياهو واولمرت، كان كل منهما يحمل في جيبه ورقة بتوقيع رئيس الحكومة. هذه ليست بداية طيبة لأية حكومة، عندما يتجول وزيران كبيران يحمل كل منهما اتفاقية مكتوبة بمثابة بوليصة تأمين. أين الثقة؟ أين المروءة والشرف؟
الصفحة 88 من 119