من ناقلة الجنود المدرعة التي كانت تخوض في الوحل بين الكروم قرب جباليا في شمال قطاع غزة، خرج يوم الاثنين صباحًا ضابط طويل القامة يحمل طاقية حمراء. كان هذا رئيس اركان الجيش، الجنرال موشي (بوجي) يعلون.
أوقفوا العالم، أنا أنوي الهجوم، لكن العالم لا يتوقف.ربما تكون أهمية معينة للإيحاء بأن إسرائيل ليست قطعة واحدة، ولا يلهث كل الاسرائيليين وراء هذه الحرب؛ وبالتأكيد، هناك أهمية لإيقاظ الرأي العام في إسرائيل، برؤية ما تخبئة لنا الأيام هنا، بعيون مفتوحة. لرؤية ما تعنيه هذه الحرب لكم.
تتبخر المعطيات الاحصائية بسرعة عندما تكون متعلقة بالفلسطينيين. هذا ما حصل عندما تحدثت التقارير عن عدد المواطنين الفلسطينيين الذين قتلهم جنود الجيش الاسرائيلي الشهر الماضي، وهو ماحصل ايضاً عندما اعلن عن حجم وابعاد الازمة الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى وان كانت الجهة المعلنة منظمة مثل البنك الدولي.في الاسبوع الماضي نشر البنك الدولي ملخصاً لتقرير مطول حول الازمة الاقتصادية الفلسطينية، من المزمع نشره كاملاً في القريب. وبحسب ما نشر فان الدخل القومي الخام للفرد أصبح تقريباً نصف ما كان عليه في العام 2000، في حين بلغت نسبة البطالة 53%. وهبطت مداخيل السلطة الفلسطينية من الضرائب والرسوم الجمركية من 91 مليون دولار شهرياً في اواخر العام 2000، الى 19 مليون دولار في اواسط العام 2002. واشار ملخص التقرير ذاته الى ان 60% من السكان الفلسطينيين (اي ما يعادل مليوني شخص) يعيشون تحت خط الفقر الذي يعني دولاران للفرد في اليوم، وهذا مقارنة مع 21% من السكان الذين عاشوا تحت خط الفقر نفسه في العام 2000.
بعد أن تمركز أعضاء الكنيست السادسة عشرة في مكاتبهم وضُمّوا إلى اللجان البرلمانية المختلفة، فإنهم يهجمون على اللوبيهات (جمع "لوبي" وهي مجموعة ضغط في الكنيست) البرلمانية؛ هذه اللوبيهات تمكّنهم من المبادرة لتشريع يكون في صالح الأسواط المقربة ومن دفع شؤونهم بطرق إضافية، ومن مناطحة الحكومة، والظهرو في الاعلام، ومن تحصيل الفوائد في أوساط الناخبين.
وجهة نظر إسرائيلية بقلم يوسي ألفر
شكل أرئيل شارون حكومة يمينية جديدة تستند ظاهريا إلى تناقض حاد بشأن القضية الأساسية التي تواجهها: النشوء المحتم لدولة فلسطينية. وعلى هذا فإما أن يكون شارون غير جاد بشأن هذه القضية، ولا ينوي مطلقا أن يضطلع بإنشاء دولة فلسطينية على أقل من 50% من الأرض، أو أنه ينوي تفكيك هذه الحكومة واستبدال حكومة أخرى بها تكون أكثر ميلا باتجاه اليسار عندما يأزف الوقت الذي تصبح فيه الدولة الفلسطينية حقيقة.
في الفيلم السينمائي «ثندر دوم» (قبة الرعد)، أحد أفلام سلسلة «ماد ماكس» العنيفة القاتمة، كانت هناك شخصيتان لا يمكن للمرء نسيانهما ـ إحداهما تلك التي قامت بإدائها المطربة تينا تيرنر، والأخرى لـ«ماستر بلاستر» العنيف. في المواقع التي سبقت مشاهد الحرب النووية للفيلم السينمائي، حيث لا وجود لنفط، كان المصدر الوحيد للطاقة هو فضلات الخنازير التي تم تجميعها ومعالجتها في العالم السري المخيف لماستر بلاستر، الذي جمع بين شخصيتين.بطل الفيلم هنا هو بلاستر، المراهق العملاق الذكي الذي يتمتع بقدرات ذهنية هائلة غير متقنة التوليف. على كتفيه يختبئ «ماستر» خلف خوذة ضخمة، حيث اعتاد وضع الخطط الجهنمية وتدبير الامور بطريقة مرعبة، دون أن يتمكن من إطلاق العنان لصوته، وقد اكتفى بتأكيد سطوته وقدرته على بسط نفوذه الذي يتجاوز حجمه الصغير.
الصفحة 85 من 119