حين يتكلم وزير الدفاع في هذه الأيام، فماذا يتوقع الجمهور ان يسمع؟ معلومات. أو، على الأقل، تقديرات تستند على معلومات؟ لأن الجمهور يكنّ الاحترام لوزراء الدفاع، وبخاصة من كان منهم رئيساً سابقاً لأركان الجيش. الجمهور، بغالبيته الساحقة، مقتنع بأنه اذا ما قال وزير الدفاع، مثلا، ان الحرب ستطول اسبوعًا بالتقريب، فهو لا يتكلم عبثاً. الجمهور يؤمن بأن وزير الدفاع يعرف ما يقول. الجمهور، كله، لا يقبل احتمال ان يكون الأمر غير ذلك، وان ثمة امكانية بأن ما يقوله وزير الدفاع هو مجرد لغو، ليس إلا.في مقابلة نشرتها معه "يديعوت احرونوت" ( 28/3/03) سأل الصحفي وزير الدفاع شاؤول موفاز :" كانسان مهني، في أي مرحلة الحرب في العراق الآن؟". الانسان المستقيم كان سيقول:
اذا كان رئيس الحكومة ارئيل شارون معنيًا حقا بتفكيك البؤر الأستيطانية ألـ 32 من بين البؤر غير القانونية (عشرات البؤر الأخرى تمت شرعنتها لاحقاً)، فهو لم يكن بحاجة الى الانتظار حتى يقوم وزير الأمن شاؤول موفاز "بدراسة الموضوع". كل المعلومات المطلوبة، بما فيها مواعيد اعادة اقامة البؤر التي تم اخلاؤها في اعقاب الاتفاق الذي توصل اليه رئيس الحكومة ايهود براك مع مجلس المستوطنات يوم 14 تشرين الأول 1999، منشورة على الملأ في مواقع الأنترنت التابعة للمجالس الأقليمية. ويمكن العثور هناك على معطيات عن عدد الكرفانات والعائلات التي تسكن في كل مستوطنة، اضافة الى معلومات عن خطط التطوير التي وضعتها وزارة الأسكان لمجموعات خارقي القانون.
مع تأسيس الحكومة الجديدة والحاجة إلى بلورة سياسة واضحة في المسألة الفلسطينية، وعلى خلفية التطورات في الجبهة الدولية فيما يخص الحرب على العراق، يتركّز "إستطلاع السلام" لشهر شباط في رسم خريطة الطرق عند الجمهور الاسرائيلي حول هذين الموضوعين المركزيين.
"بعد كل عملية كبيرة"، يقول مصدر أمني كبير، "كانت هنالك قائمة أطعمة ثابتة في جلسات المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية: عصير، بوريكس وطرد عرفات".
عند تطرقهم إلى العمليات "الارهابية" في إسرائيل، يَدرج رؤساء الجهاز الأمني، على مختلف أذرعته، على التوضيح أن النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين وصل إلى "سنته الحاسمة". ولكن، تثبت العملية التفجيرية التي وقعت بعد ظهر أمس في باص "أيجد" للركاب، في حيفا، أنه يجب الامتناع عن إستخدام هذا المصطلح: على الرغم من الاحباطات الكثيرة التي نفذها الجهاز الأمني، بما في ذلك إحباط عمليات "إنتحارية" مخططة، إلا أن "الارهاب" الفلسطيني مستمر.
فشل الرئيس الإسرائيلي موشيه قصاب في اقناع رئيس حزب "العمل، عمرام متسناع بالانضمام إلى حكومة وحدة وطنية برئاسة أرئيل شارون. ودعا قصاب ممثلي الكتل الثلاث الكبرى في الكنيست السادس عشر، "الليكود" و"العمل" و"شينوي"، إلى التباحث حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، تراعي الخطوط العريضة لكل حزب من هذه الأحزاب.
الصفحة 64 من 119