مع بدء الأسبوع السابع عشر لحرب التدمير والإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ازداد الاهتمام أكثر فأكثر في إسرائيل بما يلي: 1- النتائج التي تم تحقيقها على طريق إنجاز الغايات الموضوعة لها؛ 2- تشريح سلوك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وما الذي يسعى إليه ويتطلع نحوه والدوافع الواقفة وراء ذلك وعدم توافقها مع ما يتم تداوله بشأن "جدول الأعمال الأميركي" للحرب؛ 3- درس إلى أي مدى يشكّل التغاضي أو التنائي عن اعتماد خطة لما يوصف بأنه "اليوم التالي" للحرب بمثابة عامل عرقلة أمام إمكان تحقيق إنجاز استراتيجي لللمعارك.
لعلّ أول ما نصادفه في سياق إجمال الأيام المئة الأولى من الحرب الإسرائيلية ضد غزة التي صادف انتهاؤها أمس الأحد (14 كانون الثاني 2024)، هو أن ثمة لهجة مختلفة تطغى على جلّ التحليلات المتعلقة بالنتائج التي تم إحرازها حتى الآن في سياق هذه الحرب، وهي لهجة فيها قدر أكبر من خيبة الأمل وربما المرارة من جراء الفجوة الكبيرة بين ما جرى تحقيقه فعلاً والأهداف التي وضعتها الحكومة للحرب والتي ازداد توصيفها بأنها أهداف طموحة جداً وغير واقعية.
دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة اليوم (18 كانون الأول 2023) يومها الثالث والسبعين. وقد بدأت في إثر الهجوم الذي قامت به حركة حماس في المنطقة الجنوبيّة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتوقفت مدة أسبوع بين 24 تشرين الثاني الفائت والفاتح من كانون الأول الحالي من أجل تنفيذ صفقات تبادل أسرى. وما ينبغي ملاحظته هو أن ثمة تركيزاً في الأيام القليلة الفائتة من جانب أبرز المراسلين والمحللين الإسرائيليين، السياسيين منهم والعسكريين، على ما تم الوصول إليه من نتائج لهذه الحرب حتى الآن بمقايستها مع ما وضعته الحكومة الإسرائيلية لها من أهداف (لعل أبرزها القضاء على مقدرات حماس العسكرية والسلطوية، وإطلاق الأسرى والمخطوفين، وأضيف إليهما هدف متعلق بمستقبل قطاع غزة في ما يوصف بأنه "اليوم التالي للحرب" فحواه كما جاء على لسان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يكون قطاع غزة منطقة منزوعة السلاح وأن تكون المسؤولية عن الأمن فيه بيد إسرائيل). وهذه المقايسة تهدف، من بين أمور أخرى، إلى أن تشي بقدرة أو عدم قدرة إسرائيل على أن تكون الجهة الحاسمة في ما يتعلق بمواصفات "اليوم التالي"، مع الأخذ في الاعتبار أن كل ما يجري التخطيط له يمكن أن يفشل بسبب تلك النتائج.
مع استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في إثر الهجوم الذي قامت به حركة حماس ضد مواقع عسكرية وضد السكان في ما يعرف باسم "غلاف غزة" في المنطقة الجنوبيّة يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتوقفت لمدة أسبوع بين 24 تشرين الثاني الفائت والفاتح من كانون الأول الحالي من أجل تنفيذ صفقات تبادل أسرى، بدأت تتبدّد شيئاً فشيئاً بعض سحب الضباب التي تلوح فوقها تحت وطأة التعتيم الصارم الذي فرضته إسرائيل عليها واستهدف من ضمن أمور أخرى التغطية على ما تقوم به من جرائم حرب وإبادة جماعيّة من جهة، وممارسة أكبر قدر من التضليل الإعلامي من جهة أخرى.
تستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة لليوم الـ 38 على التوالي، والتي جرى شنّها في إثر الهجوم المباغت لحركة حماس على مواقع عسكرية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وعلى ما يعرف باسم"بلدات غلاف غزة"، يوم 7 تشرين الأول الماضي. ولعلّ أول ما يصادفنا في مجرى إجمال ما تراكم حتى الآن هو عدم وجود تفاوت كبير بين مختلف المحللين العسكريين والمختصين في الشؤون الأمنية في قراءة تحديّاتها القريبة المقبلة التي سنتوقف عند معظمها في هذه المقالة.
دخلت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الثاني. وقد جرى شنّها في إثر الهجوم المباغت لحركة حماس على مواقع عسكرية في منطقة الحدود مع قطاع غزة، وعلى ما يعرف باسم "بلدات غلاف غزة"، يوم 7 تشرين الأول الماضي. وبالرغم من انشغالنا في الوقت الحالي بعملية جمع المواد المتعلقة بالحرب وتوثيقها وأرشفتها، بما يُتيح لنا في المستقبل إمكان الوقوف التفصيليّ عندها، وفهم ما أدّى إليها وما وقف وراءها غير بعيد عن سياقها المُحدّد وعن السياق الأوسع، التاريخيّ، فإن هذا لا يمنع من القيام هنا بوقفة استبصار من أجل إجمال ما استجد منها حتى الآن، وتقديم ماهية قراءتها في تطوراتها وتداعياتها الآخذة بالتراكم، من وجهة نظر المحللين الإسرائيليين أنفسهم.
الصفحة 6 من 45