بمجرّد إعلان النتائج النهائية للانتخابات الأميركية وخسارة دونالد ترامب، بادرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكذلك المراكز البحثية المهتمة بالشأن السياسي والأمني، للحديث عن طبيعة التغيّرات التي ستشهدها الفترة المقبلة كنتاج لتغيّر الإدارة الأميركية السابقة. ومنذ تسلّم الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن للسلطة كثرت التوقعات عن السياسة التي ستنتهجها إدارته من الملفات المختلفة، لا سيما ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، والاتفاق النووي مع إيران؛ باعتبارهما الملفين الأكثر تأثراً بسياسة إدارة ترامب خلال سنوات حكم الأخير؛ بالمعنى السلبي للفلسطينيين والإيرانيين، وبالمعنى الإيجابي لإسرائيل.
أظهرت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية في العقد الأخير، 5 جولات انتخابية، أن استطلاعات الرأي العام التي ظهرت خلال كل واحدة من الحملات الانتخابية، لم تنجح في الاقتراب كثيرا من النتيجة النهائية. وقد تكون الحلبة الإسرائيلية أمام هذه الحالة مجددا، في الانتخابات التي ستجري بعد أسبوعين، خاصة وأن الحديث عن معركة لتحقيق أغلبية هشة، إما لائتلاف الفوري مع حزب الليكود، وزعيمه بنيامين نتنياهو، أو خسارته لهذه الأغلبية بفارق طفيف، بمعنى أن الحديث يجري عن انتقال مقعدين الى ثلاثة من هذا الجناح الى الآخر. وبالتالي فإنه لا يمكن الحسم منذ الآن بأنه لن تكون حكومة ذات أغلبية بعد الانتخابات، والعكس صحيح.
نقل موقع "معهد عكيفوت"، وهو منظمة غير ربحيّة تنشط من أجل كشف وثائق تمنع السلطات الإسرائيلية نشرها، على الرغم من انقضاء الوقت المحدد لحجبها وفقاً لقانون الأرشيفات، أنه بعد مرور 73 عاماً سمحت الرقابة العسكرية بالكشف عن النص الرسمي لتقرير بعنوان "تقرير ريفتين" وثق جرائم قتل قامت بها عناصر منظمتي "الهاغناه" (الدفاع) و "البلماح" (كتائب السحق) ضد عرب فلسطينيين وكذلك ضد مهاجرين يهود، تم اختطافهم واحتجازهم – "اعتقالهم" وفقاً للمعجم الصهيوني.
أصدر معهد "ميتفيم (مسارات) ـ المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية"، قبل أيام، "ورقة سياساتية" عنوانها "مُقترَح لحزمة محفزات دولية للسلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني"، أوضح أنها نتاج أبحاث ومداولات أجراها طاقم من الخبراء الباحثين الإسرائيليين والفلسطينيين وأشرف على تحريرها طاقم ضمّ كلاً من: د. ليئور لهرس، مدير مشروع دفع السلام الإسرائيلي- الفلسطيني في معهد "ميتفيم"؛ معين عودة، المحامي المختص في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان؛ د. نمرود غورن، رئيس معهد "ميتفيم"؛ وهدى أبو عرقوب، المديرة الإقليمية لمنظمة "التحالف من أجل السلام في الشرق الأوسط" (ALLMEP- Alliance for Middle East Peace ) الذي يضم أكثر من 125 منظمة إسرائيلية وفلسطينية.
انشغلت إسرائيل وحكومتها خلال الأيام الأخيرة بأخبار الفتاة من مستوطنة موديعين التي اجتازت الحدود إلى سورية، وجرت مبادلتها بما لا يعرف أحد على وجه التأكيد. في البداية تسربت الأنباء عن اجتماع سري للحكومة، ثم اتضحت الأمور بشكل تدريجي: يجري نقاش موضوع إنساني له علاقة بسورية. اندلعت الشائعات، بين مخمن أنهم قتلى عملية السلطان يعقوب، إلى رفات الجاسوس إيلي كوهين الذي أعدمته سورية في العام 1965. وسبق ذلك انتشار أنباء عن عمليات بحث وحفريات روسية في مقابر مخيم اليرموك. وقد عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى فرض حظر على النشر مكتفية بالصدى الأولي عن البعد الإنساني.
كشفت المعارك الثلاث الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عن أهمية دمج التكنولوجيا المتطورة في إدارة معارك طويلة الأمد نسبيا، قد تمتد لأسابيع، وتستخدم فيها قطاعات عسكرية من مختلف تشكيلات الجيش، وأنها تحتاج بجانب استخدام أدوات القوة التقليدية والمباشرة، إلى الانتباه إلى الساحة الموازية التي تزداد أهمية في ظل المساحة الواسعة التي تحتلها شبكات التواصل الاجتماعي، وهي ساحة الوعي.
الصفحة 124 من 324