المشهد الإسرائيلي

ملحق أسبوعي يتضمن مقالات صحفية وتحليلات نقدية ومتابعات عن كثب لمستجدات المشهد الإسرائيلي.
  • تقارير، وثائق، تغطيات خاصة
  • 958
  • ياسر مناع

تلعب المؤسسات المجتمعية الإسرائيلية دوراً في تقديم خدمات للجيش الإسرائيلي أثناء الحرب على قطاع غزة، حيث تساهم في دعم الجنود وتوفير الاحتياجات اللوجستية والإنسانية. تعمل هذه المؤسسات على تنظيم حملات لجمع التبرعات لتوفير المعدات الأساسية، والملابس، والأطعمة للجنود في الخطوط الأمامية.

تتطرق هذه المقالة إلى دور المنظمات المدنية في إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة، حيث تقدم دعماً شاملاً للجيش الإسرائيلي بالتعاون مع وزارة الدفاع. يشمل هذه الدعم العديد من الجوانب مثل الدعم المالي، وتوفير الرعاية الصحية والدعم النفسي، بالإضافة إلى توفير وجبات ساخنة وحزم رعاية شخصية للجنود في الميدان. وتعمل هذه المؤسسات، مثلما تؤكد، على "تعزيز التواصل والترابط بين الجيش والمجتمع"، وعلى "تقديم الدعم اللازم للجنود لضمان أداء مهماتهم بفعالية خلال فترات الحروب".

ألف مبادرة

في دراسة أجراها البروفسور ميخال ألموغ بار ومجموعة من الباحثين في إطار جهد تعاوني بين "معهد دراسة المجتمع المدني والعمل الخيري في إسرائيل" في الجامعة العبرية- القدس، و"المجلس الإسرائيلي للعمل التطوعي"، وهي المنظمة الجامعة للمنظمات الإسرائيلية غير الربحية، شملت عدة استطلاعات، حيث تم إجراء مسح التطوع خلال الأسبوعين الأولين من الحرب بواسطة شركة Geocartographia، وشمل عينة تمثيلية تضمنت 1000 مشارك من سكان إسرائيل البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق.[1] وخلصت الدراسة إلى أن الهجوم الذي شنته حركة حماس على منطقة "غلاف غزة" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدى إلى "تحريك جهود تعبئة واسعة النطاق لدعم إسرائيل"، حيث تجاوزت هذه الجهود الانقسامات الاجتماعية السابقة. وقد حث العديد من الأفراد على المشاركة في هذه الجهود، التي شملت الدعم العسكري والمدني في إسرائيل والشتات على حد سواء. تم تنسيق هذه المساعي بواسطة منظمات غير ربحية، ومبادرات تطوعية، ومؤسسات خيرية، بالإضافة إلى اجتماعات غير مسبوقة تحت شعار "الدفاع عن وطننا".

أظهرت الدراسة وجود أكثر من ألف مبادرة مدنية نشطة في جميع أنحاء إسرائيل منذ اندلاع الحرب، تعمل في قطاعات مختلفة من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك إنشاء منظمات تتألف من قدامى المحاربين في الجيش. برزت هذه المبادرات كقوة في تلبية الاحتياجات الملحة والتحديات التي ظهرت في المجتمع الإسرائيلي خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، مما أدى إلى مشاركة حوالي 48.6% من سكان إسرائيل في العمل التطوعي خلال هذه الفترة.

تنوعت المهام التطوعية بين جمع وتعبئة وتوزيع المواد الغذائية والمعدات، ونقل الأشخاص والمواد المتبرع بها، وتقديم الدعم للمجتمع المحلي وللجيش الإسرائيلي والشرطة، إضافة إلى أدوار أخرى مهمة خلال المجهود الحربي.

شاركت عدة منظمات غير ربحية بنشاط في جهود التعبئة المدنية، حيث جلبت خبراتها ومواردها المتخصصة إلى الواجهة، وتوافقت جهودها مع الاستجابة المجتمعية الأوسع لتلبية الاحتياجات الملحة.

أشارت الدراسة إلى أن التكنولوجيا لعبت دوراً بارزاً في تعزيز الجهود الخيرية، حيث استخدمت حملات التمويل الجماعي عبر الإنترنت بشكل فعّال لجمع التبرعات. تلك الحملات، التي كانت في معظمها مبادرات شعبية، نجحت في استقطاب تبرعات كبيرة من المواطنين العاديين، وتمكنت من جمع مبلغ يقدر بنحو 100 مليون شيكل (ما يعادل 25 مليون دولار) خلال الأسبوعين الأولين للحرب.

مبادرات مستقلة

نشر موقع Ynet يوم 17 تشرين الأول 2023 تقريراً بعنوان "كل مواطن هو غرفة المعركة"، تناول فيه المبادرات الفردية المستقلة التي نشأت في أعقاب الحرب. ووفقاً للتقرير، فإن آلاف المبادرات المدنية المستقلة تم تخصيصها لدعم الجنود الإسرائيليين المقاتلين في الميدان. واستعرض التقرير مجموعة من الأمثلة الشاهدة على ذلك.[2]

فمثلاً قرر يوتام كوهين وأوشري مزراحي، المالكان لمحل "حمص بن عتار" في نتانيا، تشغيل المطعم فقط لغرض إعداد الأطباق الساخنة للجنود في الخطوط الأمامية. وفي الساحة خارج المحل، فتحوا مركزاً لجمع التبرعات والمواد، حيث يتجمع سكان المنطقة ويضعون في صناديق كميات كبيرة من المواد الغذائية والملابس والمعدات للجنود.

أما إيرز داغان، المدون والمرشد السياحي، فلم يستطع الالتحاق بجيش الاحتياط والعودة إلى وحدة النخبة التي خدم فيها في الجيش، فبدأ بجمع التبرعات لشراء معدات قتالية منقذة لحياة الجنود عبر منصة إنستغرام. بينما قامت إفرات كيتش، وهي إعلامية، بتأسيس جمعية نسائية لتركيز التبرعات من الجاليات اليهودية في الخارج لصالح الوحدات القتالية في الجيش الإسرائيلي.

وإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن المنظمات غير الحكومية الإسرائيلية وغيرها من المنظمات الخيرية المحلية جمعت تبرعات تجاوزت عشرات الملايين من الدولارات. وفي غضون ذلك، قدّرت التبرعات التي جاءت من يهود أميركا الشمالية بمئات الملايين من الدولارات.

من جهته ذكر موقع "هيدبروت" أنه في اليوم التالي لهجوم حماس المباغت، كانت هناك عشرات الطلبات لدعم الجبهة الداخلية والجنود، إضافة إلى عشرات المبادرات، بعضها من أفراد وبعضها من شخصيات قيادية في المجتمع.[3]

 أما "صندوق الصداقة" وهو مؤسسة غير ربحية تأسست على يد الحاخام يحيئيل إكشتاين العام 1983، فقدمت منحة مساعدات طارئة فورية تبلغ قيمتها حوالي 20 مليون شيكل لمساعدة سكان الجنوب وجنود الجيش الإسرائيلي.[4]

القطاع الخاص

أشارت صحيفة "معاريف" عبر موقعها الإلكتروني وضمن تقرير حمل عنوان "كل البلاد متجندة"، تم نشره في 18 تشرين الأول 2023، إلى أن مجموعة من شركات القطاع الخاص قدمت الدعم إلى جنود الجيش الإسرائيلي الذين يقاتلون في قطاع غزة.[5] من الأمثلة على هذه الشركات:

شركة " ריקושט /ريكوشت" المتخصصة في المعدات المخصصة للجنود تبرعت بالعديد من حاجيات الجيش، بما في ذلك الملابس الداخلية، المصابيح الأمامية، الشواحن المحمولة، الساعات، وسادات الركبة، البطاريات القابلة لإعادة الشحن، والملابس الحرارية.

يوني واكسمان، رئيس " ריקושט / ريكوشت"، صرّح قائلاً: "إلى جانب التبرعات العديدة التي قدمناها، تلقينا مئات الطلبات من مانحين في الخارج، وخاصة من الولايات المتحدة وفرنسا وإنكلترا، الذين طلبوا إرسال هذه المنتجات الأساسية إلى الجنود".

فيما قامت "CloudZone" بإنشاء مركز تبرعات في مكاتب الشركة لإدارة مجموعة من التبرعات لمساعدة الجنود في الميدان في شراء المعدات الأساسية ومنتجات الغذاء والنظافة. وفي الوقت نفسه، قدم البيت التخصصي "كل جائع يأكل منه" في كريات يام 600 شطيرة يومياً للجنود.

بالإضافة إلى ذلك، قامت شركة البرمجيات "Incredibuild" بالتعبئة لمساعدة جنود الجيش الإسرائيلي، حيث اشترت معدات مصممة لدعم التشكيل القتالي في مواجهة الاحتياجات اللوجستية التي يحتاجها الجنود، وشملت الأجهزة مناشف، قمصانا داخلية، جوارب، مصابيح أمامية، أكياس نوم، سدادات الأذن، ومنتجات النظافة.

شركة Marvell”" والتي تعتبر واحدة من الشركات الرائدة عالمياً في صناعة الرقائق التكنولوجية للبيانات، قامت بجهود تجاه الجيش الإسرائيلي. وقد أعلنت الشركة عن شراء مئات المنتجات الأساسية وأدوات النظافة لقوات الجيش في الجنوب، مثل البطاريات المحمولة وأجهزة الشحن والشامبو ومزيلات العرق وفراشي ومعاجين الأسنان وغيرها.[6]

 

المنظمات المخصصة لدعم الجيش

تلعب بعض المنظمات غير الربحية دوراً محورياً في دعم الجيش الإسرائيلي، لا سيما التي خصصت لهذه الغاية؛ من خلال تقديم مجموعة واسعة من الخدمات والموارد التي تساهم في تعزيز رفاهية الجنود. هذه المنظمات، التي تعتمد بشكل كبير على التبرعات الداخلية والخارجية، والجهود التطوعية، تقدم مساعدات مادية ومعنوية تشمل توفير المعدات العسكرية، والملابس، والمواد الغذائية، والدعم النفسي، بهدف تمكين الجنود من الحصول على الدعم اللازم سواء في الجبهة الأمامية أو في حياتهم اليومية، في محاولة لإظهار التزام المجتمع المدني بمساندة القوات المسلحة، سعياً لتعزيز الروابط بين الجيش والمجتمع المدني.

ومن أبرز هذه المنظمات:

  1. جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي (FIDF)

تأسست جمعية "أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي" (FIDF) في العام 1981 على أيدي مجموعة من الناجين من الهولوكوست، وهي منظمة غير سياسية وغير عسكرية. تعمل المنظمة كشركة غير ربحية، وتدير 24 فرعاً في الولايات المتحدة، ومقرها الرئيس يقع في مدينة نيويورك.[7]

تتمتع FIDF بصفة المنظمة الوحيدة المخولة بجمع التبرعات الخيرية نيابة عن جنود الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وفقاً لما حدده رئيسا هيئة الأركان السابقان غادي أيزنكوت وأفيف كوخافي. تقدم المنظمة رؤيتها تحت شعار "ضمان بقاء إسرائيل"، ساعية لتوفير وطن مزدهر لليهود في جميع أنحاء العالم.

تتمثل مهمة FIDF - كما تقول- في تغيير حياة الشباب والشابات في الجيش الإسرائيلي، من خلال تمكين المبادرات التعليمية والمالية والرفاهية والثقافية. تسعى الجمعية لدعم وتشجيع الجنود الإسرائيليين، وتعزيز رفاهيتهم وتعليمهم.

تلعب الجمعية دوراً محورياً في دعم الجنود في الخطوط الأمامية، حيث تساهم بشكل ملموس في تلبية احتياجاتهم الإنسانية العاجلة. تؤكد الجمعية أن 100% من أموال الطوارئ التي تجمعها تذهب مباشرة لدعم الاحتياجات الفورية للجنود. حتى الآن، قامت المنظمة بتحويل عشرات الملايين من الدولارات استجابة لطلبات الجيش الإسرائيلي للحصول على الدعم خلال الحرب بين حماس وإسرائيل.

تشير الجمعية التي رفعت شعار "في ظل الحرب من أجل وطننا"، إلى أنه منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، دخل جنود الجيش الإسرائيلي في جحيم الحرب الفعلي. وقام الجيش بتعبئة عدد لم يسبق له مثيل من الجنود والاحتياط بسرعة، واعتمد على دعم الجمعية لتلبية الاحتياجات الهائلة والملحة لجنوده خلال فترة الحرب.

 مع اندلاع الحرب، بدأت الجمعية على الفور حملتها الطارئة للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية الهائلة التي واجهها الجيش الإسرائيلي، حيث تم تحويل الأموال في غضون مدة تتراوح بين 24 إلى 48 ساعة. وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية في اتصال دائم مع الجمعية، في العديد من الأحيان بشكل يومي، لطلب المساعدة في تلبية الاحتياجات العاجلة للجنود. وتؤكد الجمعية أنها لا تقدم توصيات للجيش، بل تستجيب فقط لطلباته بشأن تقديم الدعم المطلوب.

  1. منظمة عائلة واحدة One Family

منظمة غير ربحية وغير حكومية يتم تمويلها بالكامل من خلال التبرعات الخاصة من جميع أنحاء العالم، معترف بها في إسرائيل والولايات المتحدة وكندا وفرنسا والمملكة المتحدة. مهمة One Family تتمثل في تقديم كل أنواع الدعم الضروري لضحايا الإرهاب في إسرائيل وعائلاتهم، بهدف ضمان إعادة تأهيلهم وإعادة دمجهم في المجتمع. تعمل المنظمة على توفير القوة العلاجية والأدوات العاطفية اللازمة للعائلات المتضررة، بمن في ذلك الثكالى والجرحى والأيتام، لإعادة بناء حياتهم واستعادة سلامتهم الجسدية والعاطفية. تتجلى رؤية One Family في تعزيز إعادة التأهيل والتمكين لكل ضحية للإرهاب وأفراد أسرهم، من خلال تقديم الدعم اللازم، بهدف تحقيق الاستقلال العاطفي والاقتصادي لهؤلاء الأفراد المتضررين.[8]

مارك بيلزبيرج، الشخص الذي يتولى رئاسة مجلس الإدارة، هاجر إلى إسرائيل من نيويورك في العام 1991، يعمل في مجال رأس المال الاستثماري والتكنولوجيا الفائقة، ويصفه موقع JAWESH      ACTION بأنه شخص يعمل خلف الكواليس مع كبار السياسيين الإسرائيليين أو مع الشخصيات الرئيسة والمحركين الذين يقفون خلفهم.[9]

وفي حديثه خلال حفل استقبال استضافته مؤسسة حلفاء إسرائيل (IAF)، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن بيلزبيرج قوله إن الصداقة بين إسرائيل والولايات المتحدة ترتكز على القيم اليهودية والمسيحية المشتركة. وقارن بين الأخلاقيات التي تتبناها إسرائيل وحماس، حيث أشار إلى تقدير إسرائيل لقيم الحياة والاحترام البشري كقيم أساسية، بينما تتبنى حماس ثقافة الموت. كما رأى أن الحرب ضد حماس تمثل جزءاً من معركة أوسع تهدف إلى القضاء على الشر في العالم.[10]

من بين أعضاء مجلس إدارة المنظمة عيديت سيلمان، وزيرة شؤون البيئة وعضو الكنيست عن حزب الليكود، وإيتان بيكارد الذي شغل سابقاً منصب ضابط في "لواء يهودا" في الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى مئير شيطريت الذي شغل في الماضي منصب وزير الداخلية وكان عضواً في الكنيست الإسرائيلي في السابق.[11]

  1. جمعية جنود إسرائيل

جمعية جنود إسرائيل تجمع بين صندوق  LIBI و(جمعية رعاية الجنود الإسرائيليين AWIS)، حيث تعتبر AWIS البوابة الوحيدة التي يمكن من خلالها تقديم التبرعات مباشرة إلى جنود الجيش الإسرائيلي ووحداته. تسعى جمعية جنود إسرائيل أيضاً إلى تعزيز رفاهية جنود الجيش الإسرائيلي.[12]

تم دمج هاتين المنظمتين في منظمة واحدة في العام 2015، حيث يتم توجيه الأنشطة والتبرعات لصالح الجنود الإسرائيليين. وتقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية بتنظيم جهود جمع التبرعات، مما يسمح للمنظمة بالالتزام بنسبة كاملة من التبرعات لدعم الجنود بناءً على الأهداف المحددة مسبقاً وأولويات الجيش الإسرائيلي.[13]

تركز المنظمة جهودها على دعم جنود الجيش الإسرائيليين، بمن في ذلك الجنود المقاتلون والجنود المنفردون، وأولئك من الفئات السكانية الخاصة، بهدف تقديم الدعم الشامل وتعزيز شعور الوحدة بينهم. وتقوم المنظمة بتشغيل نظام المبيت الذي يوفر منازل دافئة لآلاف الجنود في منازل آخرين، بالإضافة إلى توزيع الهدايا في المناسبات الدينية والوطنية، وتنظيم فعاليات مشتركة للجنود خلال فترات الإجازة.[14]

توفر المنظمة الأثاث والأجهزة الكهربائية للعائلات المحتاجة من الجنود، وتنظم رحلات للجنود المنفردين لزيارة أسرهم في الخارج، وتنظم فعاليات خاصة خلال الأعياد اليهودية والأحداث الوطنية، كما تدير مشاريع متنوعة لدعم هذه الشرائح السكانية.[15]

وتقوم المنظمة بإنشاء المئات من المرافق الترفيهية ومناطق الاسترخاء والمعابد والصالات الرياضية والثقافية في قواعد الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تنفيذ مشروع "تبني جندي مقاتل" الذي يشجع الشركات الإسرائيلية والمانحين من الخارج على دعم وحدات أو كتائب في الجيش.[16]

تدير المنظمة نادي "يوتر" الاستهلاكي الوحيد للجنود الذين يؤدون الخدمة العسكرية الإجبارية، والذي يوفر لهم الهدايا والمزايا قبل وأثناء وبعد فترة الخدمة. كما يلتقي الجنود بالمتطوعين في العديد من الفعاليات والمحطات، حيث يتم توفير المشروبات والوجبات.[17]

  1. جمعية "حسيدي عيران"

تأسست جمعية "حسيدي عيران" في العام 2008 على يد شارون الكاوي، شقيق الجندي الراحل عيران الكاوي من كتيبة المظليين 202، الذي قتل في حرب لبنان العام 1982. الجمعية هي منظمة غير ربحية، ويعمل جميع أعضائها على أساس تطوعي كامل بدون أي تعويض مالي، بهدف دعم الجنود المنفردين والجنود وعائلاتهم من الأسر ذات الدخل المحدود. تعتمد الجمعية في أنشطتها على التبرعات المقدمة من الشركات والأفراد.[18]

تعمل جمعية "حسيدي عيران" سنوياً على دعم "الجنود المنفردين" والمقاتلين الذين يواجهون ليس فقط المخاطر والتحديات العسكرية، ولكن أيضاً الصعوبات المالية. تقوم الجمعية بتوزيع صناديق الطعام المليئة بالمنتجات المتنوعة طوال العام وخلال الأعياد للجنود المحتاجين وعائلاتهم، وتمنحهم قسائم تسوق بقيمة آلاف الشواكل لتمكينهم من شراء ما يحتاجونه من منتجات إضافية، "مما يساعدهم على تقديم خدمتهم بأكبر قدر من الراحة" وفق وصف المنظمة.[19]

وعند اندلاع الحرب على قطاع غزة قدمت جمعية "حسيدي عيران" دعماً للجنود. وشمل الدعم توفير المعدات والموارد الأساسية، بدءاً من المعدات الطبية إلى المعدات العسكرية المتقدمة، بالإضافة إلى الغذاء والماء والملابس للجنود في القواعد. تعمل طواقم الجمعية على مدار 24 ساعة يومياً، 7 أيام في الأسبوع، لتزويد الجنود بكل ما يحتاجون إليه داخل وخارج ساحة المعركة.[20]

أشكال الدعم والمساندة

بما أن بعض المنظمات غير الربحية تلعب دوراً حيوياً في تقديم الدعم والمساندة للجيش الإسرائيلي، فإنها تقدم مجموعة متنوعة من الدعم والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش وتلبية احتياجاته المختلفة. وفقاً لجمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي،[21] تشمل هذه الأشكال:

  1. المعدات واللوازم الطبية

تشمل المعدات واللوازم الطبية المستشفيات الميدانية، التي يمكنها تقديم رعاية طبية معقدة وتمكين الأطباء من إجراء عمليات الطوارئ، أثناء تواجدهم في الميدان. إضافة إلى شراء سيارات الإسعاف التي تستخدمها الفرق الطبية التابعة للجيش الإسرائيلي. وتقدر بنسبة 50.7% من إجمالي الدعم الذي تحصل عليه المنظمة.

  1. معدات البحث والإنقاذ

تشمل ضروريات البحث والإنقاذ الممولة من مساهمات المانحين أجهزة تحليل الحمض النووي التي تمنح عائلات لا حصر لها من الجنود الذين سقطوا في التعرف السريع على أولادهم. ولعبت المئات من كاميرات GoPro الممولة من الجهات المانحة لصندوق الاستثمار الدولي أيضاً أدواراً حيوية في تحديد هوية المفقودين. وتقدر بنسبة 5% من إجمالي الدعم الذي تحصل عليه المنظمة.

  1. دعم "الجندي المنفرد" في حالات الطوارئ

"الجنود المنفردون" هم أولئك في الجيش الإسرائيلي الذين ليس لديهم عائلة في إسرائيل. وفي بعض الأحيان مهاجرون جدد، أو متطوعون من الخارج، أو أفراد من أسر مفككة. تتبنى جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي مشروع "العناق"، حيث يستفيد "الجنود المنفردون" من الرحلات الجوية المجانية التي تجلب ذويهم إليهم أثناء خدمتهم العسكرية. وتقدر بنسبة 2.3% من إجمالي الدعم الذي تحصل عليه المنظمة.

  1. دعم الرفاه في حالات الطوارئ

تشمل هذه الضروريات الاحتياجات الإنسانية الأساسية مثل مستلزمات النظافة الشخصية، ومئات الآلاف من المناشف وأدوات الملابس، والملابس الداخلية، والملابس الحرارية. يمكن لهذه الأساسيات أن تحدث فرقاً كبيراً بالنسبة للجنود خلال هذه الحرب. وتقدر بنسبة 44.3% من إجمالي الدعم الذي تحصل عليه المنظمة.

 كما يتم أيضاً تلبية "الاحتياجات الروحية" بلفائف التوراة وغيرها، حيث تقدر نسبتها 0.5% من إجمالي الدعم الذي تحصل عليه المنظمة.

هكذا يبرز دور المؤسسات الخاصة والمبادرات الشخصية في دعم الجيش الإسرائيلي الذي يقاتل في قطاع غزة كدليل واضح على الطبيعة العسكرية المتأصلة في المجتمع الإسرائيلي. كما يعكس تجذّر الثقافة العسكرية في نسيج الحياة اليومية للمواطنين الإسرائيليين، حيث يتحد الجميع، أفراداً وشركات، في هدف مشترك هو "تعزيز قدرة الجيش على مواجهة التحديات"!

 

[1] Michal Almog-Bar”, Civil Society Engagement in Israel During the Iron Swords War,"The Hebrew University in Jerusalem (2023). https://2u.pw/u8xOg1kV

[2] موران جورن. "كل مواطن هو غرفة عمليات: مدون يجمع معدات للجيش"، يديعوت أحرونوت 17.10.2023. https://2u.pw/iQN2eLTs

[3]  أوريت جروسكوت. "عشرات المبادرات لجمع منتجات للجنود"، هيدبروت 8.10.2023. https://2u.pw/VfOf7H3A

[4] الموقع الإلكتروني لمنظمة صندوق الصداقة. للاستزادة أنظر/ي. https://2u.pw/CjV5FzGi  

[5] ليئات شنايدر."كل البلاد متجندة"، معاريف. 18.10.2023. https://2u.pw/TXdoFJgL

[6] دانييلا جيزنبورغ. "شركات الهايتك متجندة لأجل سكان الجنوب"، يسرائيل هيوم. https://2u.pw/4HrfcEEi

[7]  الموقع الإلكتروني"منظمة أصدقاء الجيش الإسرائيلي". للاستزادة أنظر/ي. https://www.fidf.org/

[8] الموقع الإلكتروني لمنظمة "مشبحاه آحات/ عائلة واحدة"، للاستزادة أنظر/ي. https://2u.pw/whabMe3r

[9] JAWESH ACTION. https://2u.pw/BeBGLTPw   

[10]  الآن روزنباوم. "الحرب هي القضاء على الشر في العالم". جيروزاليم بوست 15.11.2023. https://2u.pw/JsCb4JMG

[11]  منظمة عائلة واحدة، مصدر سبق ذكره.

[12] الموقع الإلكتروني لمنظمة "جنود إسرائيل".  للاستزادة، انظر/ي https://2u.pw/C7h1uKYx

[13] المصدر السابق.

[14] المصدر السابق.

[15] المصدر السابق.

[16] المصدر السابق.

[17] المصدر السابق.

[18] الموقع الإلكتروني لجمعية "حسيدي عيران"، للاستزادة أنظر/ي. https://hasadayeran.co.il/  

[19] المصدر السابق.

[20] المصدر السابق.

[21] المعطيات الواردة عبر الموقع الإلكتروني لمنظمة أصدقاء الجيش، مصدر سبق ذكره.

المشهد الإسرائيلي

أحدث المقالات