قال رئيس حزب العمل وتحالف "المعسكر الصهيوني"، آفي غباي، إنه يعتبر القضايا الأمنية خطاً أحمر لا يمكن المساومة عليها، وأعرب عن اعتقاده بأنه لا يوجد شريك فلسطيني لمفاوضات التسوية، وأكد "علينا ألا نخاف من العرب، بل يجب عليهم أن يخافوا منا".
وأضاف غباي خلال اجتماع عام لحزب العمل عقد في ديمونة قبل يومين، أن إسرائيل تحتاج إلى أقوى جيش وشدّد على أن إسرائيل يجب أن تكون عدوانية دائماً لأن هذا هو الأسلوب الوحيد الذي يفهمونه في منطقة الشرق الأوسط. كما شدّد على أهمية التفوق العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط، قائلاً إن شعوب المنطقة لا تفهم إلا القوة، وأشار إلى أنه "مقابل كل صاروخ يطلق نحونا، يجب أن نضرب 20 صاروخا".
وتابع: "أولا وقبل أي شيء نحن بحاجة إلى فهم شيء بسيط جدا هو أننا الأقوى هنا. نحن خائفون باستمرار لكن نحن الأقوى هنا. ونحن أقوى من العرب، ولا ينبغي لنا أن نخاف منهم بل يجب أن يخاف العرب منا".
ولدى التطرّق إلى القضية الفلسطينية قال غباي إنه لا يعتقد بوجود شريك في الطرف الثاني. وأشار إلى أنه التقى في الأشهر الأخيرة عدداً كبيراً من رجال الدولة والمسؤولين الأمنيين الذين شاركوا في جولات مفاوضات مع الفلسطينيين ووجه لهم السؤال: "هل هناك شريك؟ هل هناك أي شخص يمكن التوصل إلى اتفاق معه؟ ". وقال إن نصف الذين وجه إليهم السؤال أجابوا أنه لا يوجد شريك والنصف الآخر أجابوا أنه يوجد شريك. وأضاف أن ما أثار دهشته أن الأشخاص الذين لديهم خلفية أمنية قالوا إنه يوجد شريك لكنهم في الوقت نفسه لم يتحمسوا لبذل جهود من أجل التوصل إلى اتفاق.
وقبل هذه التصريحات قال غباي إنه لا يرى في القائمة المشتركة شريكاً محتملاً في أي ائتلاف مستقبلي معه، وأكد أنه ليست هناك أي أرضية مشتركة بين حزبه وهذه القائمة.
وجاءت أقوال غباي هذه خلال ندوة ثقافية عقدت في بئر السبع يوم السبت الماضي أشار فيها أيضاً إلى أنه يعكف في الوقت الحالي على تشكيل قائمة ستكون قادرة على التنافس في الانتخابات العامة المقبلة مع حزب الليكود، ونوّه إلى أنه يجب إدراج رجل أمن كبير في مكان متقدّم ضمن هذه القائمة كما يجب ضمان مكان فيها لعضو الكنيست تسيبي ليفني رئيسة حزب "الحركة" شريك العمل في تحالف "المعسكر الصهيوني".
على صعيد آخر أعرب رئيس حزب العمل عن اعتقاده بأن التهديد الإيراني على إسرائيل حقيقي لكن ليس وجودياً. وقال إنه يتعيّن على إسرائيل الاستمرار في ممارسة الضغوط لفرض عقوبات على طهران وأعرب عن أمله في ألا يكتفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالأقوال. وأشار غباي إلى أن على إسرائيل أن تحذو حذو الولايات المتحدة التي انسحبت من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وتعقيباً على ذلك قال عضو الكنيست أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة في بيان صادر عنه، إن أقوال غباي نسخة مكررة وبائسة عن أقوال قادة حزب العمل طيلة العقديْن الأخيرين. وأكد أن هذه السياسة أثبتت فشلها فضلاً عن بؤسها الديمقراطي لأن المواطنين يفضّلون الأصل العنصري الواضح لليمين وليس الظل الباهت. وأشار إلى أن من يسعى لنزع الشرعية عن المواطنين العرب وممثليهم يقدم هدية جليلة لليمين ويخدم سياسته بصورة مباشرة.
وأكد عودة أنه صحيح أن حكومة نتنياهو خطرة جداً على مستوى تعميق الاحتلال، والتحريض ضد المواطنين العرب، والنهش بالهامش الديمقراطي، وتعزيز السياسة الاقتصادية النيوليبرالية، لكن هذا لا يعني أن غباي سيحصل على دعم القائمة المشتركة عند رئيس الدولة، بل إن هذا الأمر يتطلب منه مواقف واضحة في قضايا السلام والمساواة والديمقراطية والعدل الاجتماعي، كي نتدارس موقفنا.
وتابع عودة أن حزب العمل عرف دائماً كيف يضرب ذاته ويقوّي اليمين، وأهم الإمكانيات لتغيير الحكم، هو شرعية المواطنين العرب وممثليهم، وهذا ما يفهمه نتنياهو جيداً، وما يجبن غباي عن الاقتناع به. وأضاف عودة أن ممثلي المواطنين العرب ليسوا عبثيين بعملهم السياسي، وهم يريدون انتزاع الإنجازات لشعبهم، ويقومون بذلك حتى في ظل حكومة اليمين، ولكن الأساس في عملهم هو الرؤيا الاستراتيجية المبنية على تحقيق السلام الحقيقي والمساواة القومية والمدنية، والديمقراطية والعدل الاجتماعي لكل المواطنين، وهذه المبادئ هي الموجه الأساس لكل مواقفهم.