في تحليل مستجد لخّص رئيس تحرير صحيفة "هآرتس"، ألوف بن، آخر الأفكار المعششة في رأس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حيال الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فأشار من ضمن أمور أخرى إلى أنه يعارض التوصل إلى صفقة شاملة مع حركة حماس لإعادة المخطوفين الإسرائيليين في مقابل وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، ويبرّر موقفه هذا أكثر من أي شيء آخر بـ "الحاجة إلى تفكيك حركة حماس" ("هآرتس"، 29/12/2024).
أعلنت السلطات الإسرائيلية أنه تم عرض معطيات مقلقة أمامها بشأن استخدام وتعاطي، وحتى إدمان، الكحول والمخدرات بين طلاب المدارس. فخلال جلسة مشتركة للجنة التربية والتعليم ولجنة مكافحة استعمال السموم والكحول، التابعتين للكنيست، تبيّن أن واحداً من كل عشرة طلاب في صفوف الخوامس (المرحلة الابتدائية) حتى الثواني عشر قد شرب الكحول لدرجة الثمل في الشهر الذي سبق الجلسة، فيما ينعدم وجود أية جهة تنسيقية عليا تتابع وتشرف على قضية الحد من الإدمان.
من المتوقع أن يقدّم الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقاته الداخلية المتعلقة بهجوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي كشف عن إخفاقات كبيرة على صعيد الاستخبارات، والاستعدادات الوقائية، والأداء العملياتي أثناء التعامل مع الهجوم. وتهدف التحقيقات إلى تحديد الثغرات ونقاط القصور في القيادة العسكرية. استغرقت هذه التحقيقات حوالى عام كامل، حيث بدأت في كانون الثاني 2024 ومن المقرر تقديمها إلى المستوى السياسي، ممثلاً بوزير الدفاع، في كانون الثاني 2025.
في ما يلي عرض لبعض النتائج التي تسربت إلى العلن قبل الإعلان الرسمي عن التقرير النهائي. كما سنناقش أهمية هذه التحقيقات بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي كمؤسسة، وتأثيراتها على المجتمع الإسرائيلي بشكل أوسع.
مع نهاية الشهر الجاري، كانون الأول، يكون قد مرّ على حكومة بنيامين نتنياهو عامان كاملان، وسط ثبات الحكومة، الأكثر تطرفا على مدى أكثر من 76 عاما، والتي تضم عددا من الوزراء من التيار الكهاني الأشد تطرفا، وليس فقط من كتلتي هذا التيار، بل أيضا من الليكود؛ وهذا ينعكس على سياسات الحكومة، وليس فقط تلك التي نشهدها في أشهر الحرب الـ 15 الأخيرة. وفي المقابل، هناك معارضة لا تطرح أي بديل سياسي جوهري، سوى في بعض الشؤون الإسرائيلية الداخلية. وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي، منذ ما بعد الانتخابات البرلمانية وحتى الآن، تشير إلى خسارة الفريق الحاكم الأغلبية المطلقة، فإن هذه الحكومة من أكثر الحكومات ثباتا، رغم ما يظهر فيها من أزمات، وقد تستمر الحكومة عامين آخرين، أي حتى نهاية الولاية القانونية.
الصفحة 1 من 866