طريق طولي يربط شمال اسرائيل بجنوبها. ويُعرف بـ "عابر اسرائيل" أو بالاسم الرسمي "طريق اسحق رابين". ويقع هذا الطريق إلى الشرق من شارع رقم (4). ويبلغ طوله حتى اليوم قرابة 90 كيلومترا.
وكانت فكرة شق هذا الشارع طرحت في نهاية الستينات من القرن الماضي. وطرحت تصاميم الشارع في العام 1976 أمام اللجنة القطرية للتنظيم والبناء. وبعد مماطلة طويلة واعتراضات كثيرة من عدّة أطراف، أُقرّت التصاميم في مطلع التسعينات. وشرعت الحكومة الاسرائيلية بطرح عطاءات للتنفيذ. وشُرع بالعمل في شق ومد الطريق في العام 1992. وافتتح المقطع المركزي منه بين عامي 2002 و 2004 في أعقاب انجازه التام.
يعتبر هذا الطريق من نوع الطرق السريعة مقابل دفع رسوم استخدام من قبل أصحاب المركبات على مختلف أنواعها. وشركة عابر اسرائيل التي أقامت هذا الطريق حصلت على تكليف من قبل الحكومة الاسرائيلية. والحكومة الاسرائيلية هي صاحبة الامتياز الأساسي، وحولت مسألة تشغيل الطريق إلى هذه الشركة.
وصرفت الحكومة الاسرائيلية إلى اليوم على شق ومد هذا الطريق ما قيمته 3-4 مليار شيكل، عدا تمويل الحكومة للشوارع الفرعية الداخلة والخارجة من وإلى طريق رقم (6).
أمّا الأهداف المركزية لهذا الطريق فهي:
· ربط شمال اسرائيل بمنطقتي المركز والجنوب من منطلق رؤية مستقبلية لتشجيع توزيع وانتشار السكان في المناطق الأقل كثافة كالشمال والجنوب.
· مد شارع التفافي لمنطقة المركز لتخفيف حركة السير عن شارعي الساحل رقم (2) و (4).
· ربط عدد من المستوطنات شرقي الشارع بالطريق ذاته، وبالتالي ربطها ـ أي المستوطنات ـ مع بقية مستوطنات منطقة المركز على وجه الخصوص لتعجيل تنقل المستوطنين وحصولهم على الخدمات المتنوعة والحماية العسكرية والأمنية.
وتقوم الشركة المكلفة بتنفيذ شق الشارع وتشغيله بشق مقاطع إضافية، الأوّل من وادي عارة حتى يوقنعام ـ الياقيم في الشمال، ثم لاحقا من يوقنعام حتى نهاريا على الساحل الشمالي وفي الجنوب حتى مفترق النقب في منطقة بئر السبع. وبهذا سيبلغ طول هذا الطريق عند نهاية أعمال الشق حوالي 140 كيلومترا.
وواجه مشروع شق ومد طريق رقم (6) معارضة وتأييدا.
ادّعى المعارضون أن هذا الطريق لن يوفر حلاًّ لضغط المواصلات عند مداخل المدن الرئيسية في منطقة المركز. وكذلك تكلفة هذا الطريق مرتفعة للغاية وبالإمكان تخطيط طرقات بديلة بكلفة أقل. من جهة أخرى فإن المعارضين يرون في هذا الطريق انجازًا للأثرياء ليصلوا إلى مصالحهم وأشغالهم في مدة زمنية أقل وبأمان أكثر على الطرقات. وكذلك فإن الطريق قد يؤدي مستقبلاً إلى إلحاق ضرر بالحوض المائي الساحلي. ويُلحق ضررًا بمجموعة كبيرة من البلدات والقرى العربية لكونه ـ أي الطريق ـ يجعلها (معظمها) في الجهة الشرقية منه، وهذا يزيد من صعوبة التحرك والتنقل. وهناك من يرى في أن هذا الشارع هو جزء من مخطط مصادرة المزيد من الأراضي الفلسطينية لصالح اسرائيل.
أمّا مؤيدو المشروع فادّعوا أن الطريق يُقصّر المسافات وزمن السفر بين الشمال والجنوب مرورا بالمركز. ويُسهل عملية نقل البضائع والحمولات وهذا يساهم في تخفيف تكلفة النقل. ويُقلل الطريق من حوادث الطرق وخلق أزمات سير خانقة. ويرى هؤلاء أن الاختناقات المرورية ستجد حلها في حال استخدام السائقين هذا الطريق عوضا عن الطرق الأخرى. ويرى هؤلاء أيضا في هذا الطريق أنه سيوفر مستقبلا فرصا لإقامة ضواح جديدة لعدة مدن ومستوطنات اسرائيلية. وهذا بالتالي سيخفف الكثافة السكانية في منطقة المركز بشكل خاص.
وجدير ذكره هنا أن رسوم استعمال الطريق ترسل بالبريد إلى عنوان صاحب المركبة اعتمادا على سجلات دائرة الترخيص.