أحد الأعياد المركزية في اليهودية. ويُعرف بالعبرية "سوكوت" أي "المظال" أو "العُرش". ويتم تحديد موعده سنويا وفق التقويم العبري القمري، بحيث كان يجري في نهاية موسم جني الثمار، أي ابتداءًا من نهاية شهر أيلول وحتى النصف الثاني من شهر تشرين أوّل (وفق التقويم الميلادي).
العيد في أصله كنعاني. احتفل به مزارعو بلاد كنعان، ثم تبناه بنو اسرائيل، كما هو وارد في التوراة. وكان يُطلق عليه اسم "عيد جني الثمار"، حيث كان الفلاح يقوم بجني ثمار أرضه وتخزينها مع النبيذ في مخازنه. وهناك من يعتقد أنه عيد خاص بالنبيذ، إذ يفرغ الفلاح من جمع العنب وعصره وتخميره. وتُشير التقاليد اليهودية المتوارثة أنه لا توجد طقوس خاصة لهذا العيد كما هو الحال مع عيدي الفصح العبري والبواكير (عيد العنصرة لدى اليهود).
وتُشير التوراة إلى هذا العيد على النحو التالي:"وكلم الرب موسى قائلاً، كلّم بني اسرائيل قائلاً. في اليوم الخامس عشر من هذا الشهر السابع عيد المظال سبعة أيام للرب. في اليوم الأوّل محفل مقدس عملاً ما من الشُغل لا تعملوا. سبعة أيام تُقربون وَقودا للرب. في اليوم الثامن يكون لكم محفلٌ مُقدّس تُقرّبون وقودًا للرب. إنه اعتكافٌ، كلُّ عمل ِ شُغلٍ لا تعملوا"(سفر لاويين 23: 33-36).
وتضيف التوراة أشكال ومظاهر الاحتفال بهذا العيد:"أمّا اليوم الخامس عشر من الشهر السابع ففيه عندما تجمعون غَلّة الأرض تُعيّدون عيدًا للرب سبعة أيامٍ. في اليوم الأوّل عطلة وفي اليوم الثامن عطلة. وتأخذون لأنفسكم في اليوم الأوّل ثمر أشجار بهجة وسعفَ النخل وأغصان غبياء وصفصاف الوادي. وتفرحون أمام الرب إلهكم سبعة أيام. تُعيدونه عيدًا للرب سبعة أيام في السنة فريضة دهرية في أجيالكم. في الشهر السابع تعيدون. في مظال تسكنون سبعة أيام. كلُّ الوطنيين في اسرائيل يسكنون في المظال. لكي تعلم أجيالكم أني في مظالَّ أسكنتُ بني اسرائيل لما أخرجتُهُم من أرض مصر"( لاويين 23: 39-44).
وآيات التوراة الواردة أعلاه تُشير إلى أن الاحتفال بهذا العيد إنما سبعة أيّام. حيثُ يُقيم بنو اسرائيل مظال خارج بيوتهم أو محلاتهم التجارية أو مؤسساتهم. ويجلسون فيها لتناول الطعام والسهر وقراءة الكتب المقدسة، إذا كان الأشخاص على تديُّن ما. ومن جهة أخرى هناك من يربط بين مظلة(عريشة) هذا العيد والعريشة التي كان يستعملها فلاحو فلسطين في كرومهم وحقولهم للحفاظ على محاصيلهم بعد جنيها.
وللعيد دلالة لها ارتباط في تبدل الفصول المناخية في فلسطين وبالتالي إلى انتهاء فصل الصيف وبدء فصل الخريف.
وما يميز هذا العيد، إضافة إلى المظلة، شراء اليهود المتدينين "الأنواع الأربعة" التي أشارت إليها التوراة دون تفسير لماذا يتخذون هذه الأنواع الأربعة من النباتات والثمار. يُشير البعض إلى استعمال هذه الأنواع في أغطية (كسوة) المظلة لتقي من حرارة الشمس.
ودرجت العادة في اسرائيل إلى تعطيل المؤسسات والدوائر الرسمية طيلة أسبوع هذا العيد، أو العمل جزئيا طيلة أيام أسبوع عيد المظال وذلك لإفساح المجال أمام العمال والموظفين للجلوس في المظال ظهرًا وعصرًا وليلاً مع عائلاتهم تحقيقًا لتوجيهات التوراة. أما في المدارس والمؤسسات التعليمية فتكون العطلة كاملة وبالتمام.
وتُنظّم في هذا الأسبوع عدّة مهرجانات محلية(في المدن والقرى) وقطرية في الفنون المختلفة يشترك فيها الصغار والكبار، يُعلن عنها مسبقا وتستقطب عشرات آلاف المشتركين والمشاهدين. معنى ذلك أن عطلة العيد تجاوزت حدودها الدينية إلى تعميق معرفة البلاد ومناطقها ومواقعها وإبراز المبادرات والنشاطات الفنية المتنوعة.