طائرة بدون طيار
عبارة عن طائرة صغيرة جدًّا، تُستخدم لجمع معلومات استخبارية تحضيرا لتنفيذ هجوم لاحق.وحجم الطائرة يُحدد المدة الزمنية التي تمضيها في التحليق في الجو. إضافة إلى عدد من الأجهزة التي تستطيع حملها.
ولهذه الطائرة عدة وظائف، منها: استخباري، تمويه العدو، وقصف جوي. وتحتوي الطائرة المرسلة لجمع المعلومات الاستخبارية على آلة تصوير (كاميرا) تلفزيونية مثبتة في مقدمتها أو في ذيلها. أما الطائرة المخصصة للقصف من نوع بردتور الأمريكية الصنع فبإمكانها حمل صواريخ جاهزة للإطلاق.
وتُطيّر الطائرة بواسطة جهاز أرضي خاص بالتوجيه والتحريك والإعادة.
ولقد وُلدت فكرة الطائرة بدون طيار على يد ضابط في سلاح الجو الاسرائيلي، والذي توفرت لديه كل الإمكانيات والموارد
من قبل سلاح الطيران لتطوير هذه الفكرة في السبعينات من القرن الماضي. وتم في مرحلة متقدمة إنشاء مصنع لتطوير وإنتاج هذا النوع من الطائرات. وتتعاون الصناعات العسكرية الإسرائيلية مع شركة تديران للصناعات الاليكترونية والكهربائية في هذا المشروع وتطويره. ويتم إنتاج عدة أنواع من هذه الطائرات في مصنع " ملط" الاسرائيلي، التابع للصناعات العسكرية الإسرائيلية.
واستخدم سلاح الجو الاسرائيلي هذه الطائرة للمرة الأولى في الحرب على لبنان في العام 1982، وحقق انجازات استخبارية هامة ساعدت القوات الأرضية على التحرك، إضافة إلى تنفيذ طلعات جوية وقصف جوي من قبل طائرات سلاح الجو الاسرائيلي.
وعقدت( وما تزال) إسرائيل صفقات بيع وتزويد هذه الطائرات لسلاح الجو الأمريكي في الأساس، وكذلك للهند والصين بالرغم من معارضة الإدارة الأمريكية.
النوعان الأساسيان من هذه الطائرة هما: بيونير(Pioneer)، وهانتر(Hunter).
ولا ينحصر إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية على هذين النوعين فقط، إنما يتم إنتاج طائرات بدون طيار وفق مقاييس مختلفة تؤخذ بعين الاعتبار، مثل: مدة التحليق في الجو، حجم الأجهزة الاستخبارية المحمولة، المناظير الموجودة فيها ووزنها.
وتستخدم الطائرات بدون طيار في القطاع المدني أيضا، مثلا: في مراقبة حركة السير والمرور في بعض الطرقات الرئيسية، ومراقبة الأحراش والغابات وإرسال معلومات حول حرائق فيها، وحراسة مدنية لموقع ما.
ويستعمل الجيش الاسرائيلي أنواعا من هذه الطائرات في محاربة الفلسطينيين. فالطائرة بدون طيار تزود القيادة العسكرية الإسرائيلية بصور فيديو دقيقة وواضحة جدا، تحول في الوقت ذاته إلى طائرات حربية تقوم بقصف مواقع فلسطينية معينة أو إرسال صواريخ باتجاه سيارة محددة فيها مقاومين وقياديين فلسطينيين. وأهمية هذه الطائرة أنها تقوم بعمل هام وحساس بدون وجود طيار على متنها. إضافة إلى أن حجم هذه الطائرة يُقلل من إمكانية إصابتها. ونقطة أخرى هامة، إن تكلفة صنع هذه الطائرة وتفعيلها رخيصة للغاية مقارنة مع تكلفة طائرة حربية عادية.
وجدير ذكره هنا، أنه إضافة إلى هذا النوع من الطائرات يستخدم سلاح الطيران الاسرائيلي أنواعا أخرى لقصف مواقع معادية على اليابسة وبدقة فائقة. ولكن الطائرات بدون طيار المعدة للقصف هي من الصناعات العسكرية الأمريكية، واستعملت في الحرب في أفغانستان والعراق.
ونفذت هذه الطائرات سلسلة من الاغتيالات ضد قياديين ومقاومين فلسطينيين، وازداد استعمالها خلال السنة الرابعة لانتفاضة الأقصى، أي في لعام 2004، حيث لوحظ تحليق طائرات من هذا النوع فوق مناطق في شمالي قطاع غزة لضرب المواقع التي استخدمها الفلسطينيون لإطلاق صواريخ القسام على مواقع إسرائيلية في شمالي النقب. ورغم عدم تصريح إسرائيل بأنها تستعمل هذا النوع من الطائرات لتنفيذ الاغتيالات، إلا أن مصادر فلسطينية تؤكد ذلك. ففي أيار 2004 اغتيل وائل ناصر القيادي في حماس على يد صاروخ أطلق من طائرة بدون طيار. وفي حزيران من العام ذاته اغتيل خليل مرشود من قياديي شهداء الأقصى في نابلس مع عدد من مرافقيه عندما انفجر صاروخ أصاب سيارته التي كان يقلها.
ويتعرف الفلسطينيون على اقتراب هذا النوع من الطائرات بتغير يحدث في ذبذبات صوت المذياع(الراديو)، خاصة حصول تشويش في الصوت، أو رؤية نقطة صغيرة تتحرك في الجو، وعندها تُرسل محطات الإرسال والبث الإذاعي نداءات عاجلة وطارئة للمواطنين بأخذ الحيطة والحذر.
وترصد إسرائيل ميزانيات كبيرة لتطوير أنواع جديدة من الطائرات بدون طيار ليس لاستعماله فقط ضد الفلسطينيين أو لجمع معلومات من مناطق مختلفة حول إسرائيل، إنما لبيعها في الأسواق التجارية العالمية.