التربية البحرية هي عبارة عن مجموعة من الفعاليات التي يتعلمها الطالب، والتي لها علاقة بالبحر. وتوفر التربية البحرية أمام الطالب فرصة التعرف على البحر وأسراره ومكنوناته، خاصة وانه ـ أي البحر ـ
ليس بيئة عادية وطبيعية يعيش فيها الإنسان بصورة دائمة. واستفاد الإنسان في العالم من البحر للسفر والنقليات وصيد الأسماك والاستجمام، وهذه تعتبر قليلة مع الإمكانيات التي يمكن تحقيقها فيما لو تم استغلال هذه الثروة الضخمة. ولهذا بدأت اسرائيل منذ قرابة الأربعين عاما بتطوير قطاعات بحرية، منها: زراعة بحرية، أي الانتقال من عملية صيد للأسماك إلى تربية اسماك بحرية في ظروف بحرية تماما. تطوير رياضات بحرية متنوعة وتشجيعها في المدارس والمؤسسات الجماهيرية. البحث عن النفط في المياه الإقليمية لاسرائيل. وتحلية مياه البحار. واستغلال تيارات مائية لإنتاج طاقة حرارية في أعقابها.
بداية التربية البحرية الرسمية في اسرائيل بدأت قبل إقامة اسرائيل. وكانت القاعدة الأولى التي ضمت مدرسة لتعليم البحارة في معهد التخنيون في حيفا ثم انتقلت إلى عكا. وهناك مدرسة أخرى في اشكلون للغاية ذاتها. وكثرت المدارس والمراكز لتعليم البحارة والملاحة، إلا أنها في الثمانينات من القرن الماضي أغلق عدد منها وتم التركيز على ثلاثة مدارس بحرية وسبعة مراكز للتدريب البحري في اسرائيل. وبدأت تشهد التربية البحرية تغييرات جوهرية في مطلع التسعينات حيث تم دمج التعليم المتخصص بالبحار والملاحة الفعلية، مع إدخال مواضيع عامة ومواضيع ذات صلة، مثل علم آثار تحت الماء، وعلوم البيئة والجيولوجيا والبيولوجيا البحرية وعلم الأرصاد الجوية وعلم المحيطات. بمعنى آخر، أن هذا الفرع يشهد تحولا ترافقه أسس التكنولوجيا الحديثة والمعاصرة.
وتساهم التربية البحرية في تحضير جنود البحرية والملاحين في القطاعات المدنية للعمل والخدمة في مجالات البحر المتنوعة.