حي في تل ابيب. والحي عمالي، يقع في جنوب المدينة واقيم في عشرينيات القرن الماضي.
أُقيم الحي بمبادرة يهود من سكان يافا في نهاية العشرينات بعد ان ضاق بهم العيش في يافا جراء مضايقات العرب هناك على حد تعبيرهم. وتم شراء بيارة شيخ علي ومساحتها 260 دونما وزودت الارض بمولد كهرباء كاف لأداء الاشغال التي تساعد على عملية بناء المنازل.
وأسس مبادرو هذا المشروع جمعية تألفت منهم أنفسهم، وكانوا من أصحاب المهن والحرف اليدوية. وتبنت الجمعية مخططات المهندس يوسف تيسلر. وملخص فكرة المخططات ان البيوت تقام بشكل ثريا أنوار بحيث أن الشارع الرئيسي فيها عبارة عن شكل شمس وتتفرع منه البيوت. ولكن المشروع لم يكتمل بكافة مركباته وتفاصيله، إذ لم تتوفر للمبادرين المبالغ المالية اللازمة لانجازه. أما ما انجز من المشروع فكان اقامة مجموعة من المنازل ذات الطوابق القليلة، ولكون المبادرين هم من اصحاب المهن والحرف اليدوية فتحوا لهم محلات تجارية وورشات عمل في الحي ذاته، منها: مطابع ودكاكين ومشاغل احذية، ومناجر ومحلات حدادة. وقررت بلدية تل ابيب في نهاية ثلاثينيات القرن الماضي البدء بمشروع إقامة محطة سفريات جديدة في هذه المنطقة. ولكن في ستينات القرن الماضي بدأ يظهر مشروع آخر وهو إقامة محطة سفريات جديدة الى الجنوب من الحي وانجز في عام 1993، ولكن بعد ان تعرض الحي بأكمله إلى كافة أشكال الاهمال في شبكات الصرف والخدمات الاخرى، وأصيبت منازل البيوت بضرر نتيجة عدم الصيانة المتواصلة. ومن جهة أخرى تعرض الحي إلى تبدل سكاني بوتيرة متواصلة وعالية، حيث انتقلت العائلات المؤسسة للحي إلى احياء اخرى، وبيعت اعداد كبيرة من البيوت لمشترين ومستثمرين آخرين، وبالتالي تقلبت الشرائح السكانية في هذا الحي مما عمّق من فجوات اجتماعية واقتصادية بين شرائح الحي وبقية احياء المدينة.
أما اليوم (2008) فيعيش في الحي عدد كبير من العمال الاجانب الذين يعملون في الخدمات والرعاية الصحية والبناء واشغال أخرى ذات صفة صعبة. أما الخدمات التي تقدمها البلدية للحي فهي في مستوى الحد الادنى بذريعة ان هؤلاء الساكنين مؤقتون وليسوا بصلة مع ما يجري في المدينة. ولذا تحركت بعض جمعيات العمل الاهلي وحقوق الانسان للدفاع عن هؤلاء العمال والضغط على البلدية لتقديم الخدمات اللازمة لهم ولعائلاتهم.