عبارة عن أطر تعليمية استوعبت مجموعات من الطلاب في المراحل التعليمية الثانوية ووفرت لهم تعليما مهنيا وتكنولوجيا. وترافق هذه المراكز طلابها حتى انخراطهم في صفوف الجيش الاسرائيلي وتسريحهم منه وتوفير أماكن عمل لهم تتناسب ومؤهلاتهم المهنية. وأُنشأت في الخمسينات من القرن الماضي مراكز تعليم في مختلف أنحاء اسرائيل لتشجيع الطلاب اليهود المهاجرين في الأساس على تعلم مهنة والالتحاق بمشغل أو مصنع. وفور المصادقة على قانون التعليم الإلزامي في الكنيست الاسرائيلي في عام 1953 عملت في قطاع تكوين مراكز التعليم شبكات من المؤسسات التعليمية، ومن أبرزها: أورط، عمال، أمونة، منظمة الأمهات العاملات، نساء ليبراليات، التوراة والعمل ومراكز المعاهد الدينية على اسم "أبناء عكيفا".
ونظمت مراكز التعليم في هذه المؤسسات أجنحة خاصة لمبيت الطلاب وعيشهم في ظروف النظام الداخلي لكسبهم وتوفير كافة الظروف التي تمنع تسربهم من التعليم، وبالتالي إلى إكسابهم مهنة يعملون بها. وأدرجت هذه المراكز في برنامج الرفاه التربوي الذي أعلنته وزارة التربية والتعليم في عام 1974 حيث تم توفير ميزانيات كبيرة لتحقيق غايات مراكز التعليم وتحسين قدرات القراءة والرياضيات. وأقامت هذه المراكز نواد ترفيهية واجتماعية ودورات أشغال وفنون وإثراء في مواضيع شتى، بغية توسيع دوائر اهتماماتها. وتم وضع مناهج تعليمية خاصة لهذه المراكز ترجمت من خلال كتب تدريسية وبرامج تطبيقية متنوعة.
وجرى التشديد في هذه المراكز على التعليم التكنولوجي وتوسيع الاهتمام به جماهيريا. وتم تحويل كافة مراكز التعليم إلى نظام أربع سنوات ينال في نهايتها الطالب شهادة تكنولوجية إلى جانب تعلمه مواضيع نظرية متنوعة كاللغات والتاريخ والرياضيات والمدنيات. وأضافت وزارة التربية والتعليم الاسرائيلية سنة تعليم إضافية عرفت بـ "الصف الثالث عشر" هدفه توجيه معمق للتعليم التكنولوجي مع تخصص، بحيث يتعلم الطالب ثلاثة أيام في هذا الصف ويلتحق بمشغل أو مصنع ثلاثة أيام أسبوعيا. إلا أن التعليم التكنولوجي في اسرائيل قد لحق به تقليص كبير جراء التقليصات في الميزانيات منذ تسعينات القرن المنصرم، فأغلقت عشرات المراكز، وتقلص التعليم التكنولوجي إلى مواضيع قليلة فقط.