رأت الحركة الصهيونية والييشوف اليهودي في فلسطين أن بقاء المستوطنات اليهودية في الجليل بعد معركة تل ـ حاي
بقيادة ترومبلدور هي عبارة عن رسالة من أجل مواجهة العرب. لهذا تبنى قياديون وطلائعيون رسالة تل ـ حاي وبدأوا بوضع مخططات للدفاع عن المستوطنات في الجليل.
وتم التعبير عن هذه الغاية من خلال تأسيس عصابة "الهاغاناه" مباشرة بعد معركة تل ـ حاي.
واعتمدت العصابة بصورة أساسية على استعداد عام لدى اليهود رجالا ونساء للمساهمة في نشاطات وعمل العصابة. وهدفت العصابة تبني مهمة حماية المستوطنات بواسطة الاعتماد على العنصر اليهودي في مواجهة العرب الفلسطينيين. أما المهمة المركزية فهي تحقيق الحماية والدفاع بصورة عسكرية وتنفيذ سلسلة من الهجمات الإرهابية لزرع الرعب والخوف في قلوب العرب. ونشطت الحركة الصهيونية في دفع هذا التوجه بصورة أعمق في أعقاب أحداث 1929 في عدد من المدن الفلسطينية التي سكنت فيها جاليات يهودية صغيرة وفي عدد كبير من المستوطنات اليهودية. وتكثفت العمليات العسكرية الارهابية بعد قيام السلطات الانكليزية بقمع الثورة الفلسطينية في 1936/1939 إذ أتاحت الفرصة أمام العصابات اليهودية وفي مقدمتها الهاغاناه إلى تقوية عملياتها وانتشارها في معظم أنحاء فلسطين. وهذا التوجه ساهم في نقل تراث تل ـ حاي العسكري إلى مواقع كثيرة من فلسطين على يد عصابة الهاغاناه.