قوة حراسة يهودية، أُقيمت ضمن صفوف الشرطة الانتدابية اثر ثورة العام 1936 في فلسطين. وجاءت استجابة الادارة الانتدابية على
اقامة هذه القوة نتيجة الضغط القوي الذي قامت به الوكالة اليهودية ومؤسسات الييشوف (المستوطنات). تمثلت القوة بعدد من النواطير والذين أُطلق عليهم (الغفراء)، وزودتهم الشرطة البريطانية بالاسلحة للقيام بأغراض الحراسة. والواقع ان الذين تم تجنيدهم لهذه الفرقة كانوا يُختارون من قبل (الهاغاناه) بهدف التدرب على استخدام الاسلحة، وهم كانوا اعضاء في (الهاغاناه). وتكونت مع الزمن عشر كتائب من النواطير في مناطق مختلفة من فلسطين، ووصل عددهم الى عشرين الفا من المشاة واربعمائة من السائقين. كتيبة من بين هذه الكتائب كانت فرقة ضمن (الهاغاناه) والكتائب الاخرى توزعت في المدن المركزية كالقدس وتل ابيب وحيفا، ونواطير لحراسة المطارات، وآخرون انضموا رسميا الى الشرطة البريطانية وساهموا في قمع تمردات وثورات العرب الفلسطينيين، واخرون قاموا بحراسة المصانع الحيوية وشركة الكهرباء وغيرها من المواقع التي فيها اسهم لليهود.
ووقف النواطير اليهود الى جانب الانكليز بحماسة خلال الحرب العالمية الاولى، ولكنهم عارضوها عندما صدر الكتاب الابيض. وفي نهاية المطاف تم تفكيك الكتائب، وانضم معظم افرادها الى (الهاغاناه)، وهم بهذا قد كسبوا تدريبا دقيقا مجانيا على حساب الانكليز وادارة الانتداب في فلسطين.