عبارة عن مشروع سياسي ديموغرافي وضعه الباحث ابراهام فاخمان من معهد التخنيون بحيفا عام 1976 فيما يتعلق بالتسويات النهائية والدائمة
في فلسطين التاريخية. ومجمل هذا المشروع هو نشر مجموعات كبيرة من اليهود في جادتين (قطاعين) طوليتين تكونان تحت سيادة اسرائيلية مباشرة وكاملة. الجادة الأولى وهي الغربية ممتدة على طول قطاع ساحل البحر الأبيض المتوسط، والثانية وهي الشرقية ممتدة من هضبة الجولان وغور الاردن وحتى شرم الشيخ في سيناء (أقامت اسرائيل على أراضي شرم الشيخ مستعمرة "أوفيرا" والتي تم إخلاؤها ضمن اتفاقيات السلام بين اسرائيل ومصر). أما المناطق الواقعة بين هاتين الجادتين فتوزع بين اسرائيل وبين سلطة فلسطينية مستقلة يتم تجميعها في الضفة الغربية. وأشار المشروع إلى أنه بإمكان هذه السلطة (الفلسطينية) أن تندمج ضمن إطار كونفدرالي مع اسرائيل والاردن.
وبعد عرض المشروع على حكومة اسحق رابين، حول إلى اللجنة الوزارية لشئون الاستيطان ولاتحاد الحركات الاستيطانية التابع لحزب العمل لدراسته. وتمت الموافقة على هذا المشروع في جوهره وتفاصيله، إلا أن المشروع لم يتطور من الناحية العملية جراء انقلاب الحكم في اسرائيل ووصول حزب الليكود إلى سدة الحكم إثر انتخابات أيار 1977، ما أدّى إلى تجميد المشروع. إلا أن واضع المشروع فاخمان أعاد إحيائه من جديد في نهاية الثمانينات بإدخال تعديلات عليه وفي مقدمتها اقتطاع الساحل الشرقي لسيناء من الجادة الشرقية المقترحة بعد أن أُعيد للسيادة المصرية. وأسس فاخمان مع عدد من داعمي مشروعه جمعية رسمية في عام 1989 بهدف الترويج للمشروع وكسب تأييد سياسي وجماهيري، وعارض مؤيدوه كافة اتفاقيات اوسلو وطروحات الانسحاب من الجولان وتسليم مناطق في الضفة الغربية إدارة السلطة الفلسطينية. ولما تأسس حزب الطريق الثالث الاسرائيلي انضمت الجمعية إلى صفوفه.