موسوعة المصطلحات

مدار - بيديا موسوعة مصطلحات تحوي أكثر من 5000 مصطلح اسرائيلي

مشروع صادر عن المؤتمر الصهيوني الاول في بازل (سويسرا) في شهر آب 1897. وأصبح بصيغته النهائية من أهم أُسُس الفكر الصهيوني في القرن العشرين وفي مقدمتها السعي إلى إنشاء دولة لليهود.

أمّا الرجل الذي وقف من وراء المشروع فكان ثيودور هرتسل مؤسس الحركة الصهيونية.

يتكون المشروع من عبارة افتتاحية توضح بجلاء الهدف المركزي والمحوري للحركة الصهيونية: (تهدف الصهيونية إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين تحت حماية القانون العام).

ولتحقيق هذا الهدف على ارض الواقع يجب القيام بالخطوات التالية:

1) تطوير منهجي لفلسطين بواسطة توطينها باليهود الذين سيعملون في الارض والاشغال الحرفية الاخرى.

2) إعادة تنظيم اليهودية وتوحيدها بواسطة مشاريع مفيدة محلياً وعالمياً بما يتناسب وقوانين كل دولة يعيشون فيها.

3) تقوية وتعميق الشعور القومي اليهودي والوعي القومي- اليهودي.

4) اعمال وخطوات تحضيرية لنيل موافقة الحكومات التي هي ضرورية لتسهيل تحقيق الهدف الأسمى.

والواقع أن جدلاً دار بين المشتركين في المؤتمر الذي صدر عنه مشروع بازل وذلك حول اعتماد كلمة (وطن) أو (دولة). ولكن استعمال مصطلح (وطن) كان عبارة عن سعي ديبلوماسي لمنع إثارة مخاوف أطراف معينة، منها الدولة العثمانية. وكان جواب هرتسل نفسه حول هذا الموضوع بقوله: (لا داعي للقلق حول صياغة هذه الكلمة، فالناس سوف يفهمون، على أية حال، أنها تعني دولة). ومن جهة أخرى أضاف في مناسبة أخرى ما يلي: (لو كان علي أن اختصر مشروع بازل في عبارة واحدة، وهي التي لا أجرؤ على أن أعلنها علانية، لقلت لقد أوجدت في بازل الدولة اليهودية).

كان مشروع بازل الذي صدر عن المؤتمر الصهيوني الأول ثمرة جهود كبيرة ومتواصلة قام بها هرتسل، من لقاءات مع زعماء دول كأمبراطور المانيا والقيصر الروسي والبابا ومحاولاته للقاء السلطان العثماني، ثم لقاءاته مع رؤساء حكومات ووزراء وديبلوماسيين اوروبيين، كل هذا في سبيل إثارة القضية اليهودية عالمياً، وبالتالي طرح مشروع سياسي يريد من الدول الاوروبية مجموعة او واحدة منها تبنيه.

أما نص المشروع فوضع بصيغة محكمة لمنع أي احتكاك داخل الجاليات اليهودية المتفرقة في آرائها ومواقفها، وكذلك أخذ المشروع بعين الاعتبار حساسية المواقف الاوروبية.

ان نظرة عميقة نحو مشروع بازل تشير إلى البعد الاستعماري الذي يحتويه المشروع، فهو بهذا يتجاوب مع الرؤى الاستعمارية الاوروبية وعلى وجه الخصوص التلاقي الذي سيحدث مع النهج الاستعماري الانكليزي.

ولم يتطرق المشروع إلى العرب ولو بذكر اسمهم، وهذا التغاضي مقصود كجزء من الفكر الاستعماري الذي يتعامل مع السكان الاصليين على أنهم منحطون حضارياً ولا قيمة لوجودهم على وجه الإطلاق، وهذا ما يمكن رؤيته بوضوح من خلال نص تصريح بلفور الذي تعامل مع السكان الأصليين الفلسطينيين على أنهم طوائف غير يهودية.