هو أحد مبشري الصهيونية. ولد في المانيا، وتعلم في مدرسة دينية يهودية، ولكنه بعد فترة انتقل ليدرس في مدرسة علمانية. آمن هس
مثل كثيرين من اليهود ان التحرر والمساواة ستجلب حلاً للقضية اليهودية، وهس هذا هو اشتراكي العقيدة، بحيث أنه اعتقد أن الثورة الاشتراكية ستؤدي إلى تقليص فجوة الفوارق بين اليهود والشعوب الأخرى في العالم. اشترك في ثورة (ربيع الشعوب) في المانيا العام 1848. إلا أن السلطات الألمانية ألقت القبض عليه وحكمت عليه بالموت فهرب إلى فرنسا ثم سويسرا فبلجيكا، وأخيراً عاد إلى المانيا بعد أن أصدرت الحكومة فيها عفواً عاماً عن المحكومين العام 1862.
والواقع أن تحولاً جذرياً حدث عند هس في مطلع النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إذ أخذ ينظر إلى اليهود كمجموعة ذات صفات قومية، وصرح أن الحلّ الوحيد لقضية اليهود هو في إقامة مجتمع يهودي في فلسطين يكون مؤسساً على قواعد القيم والمبادىء الاشتراكية التي تتلاءم مع روح التوراة. وقام هس بنشر هذه الافكار في كتابه (روما واورشليم) العام 1862 إثر عودته إلى المانيا. طرح فكرة أنه كما أن روما كانت مفخرة العواصم في العالم القديم، وأصبحت مركزاً للحركة القومية الايطالية، هكذا يرى أن اورشليم ستصبح مركزاً للحركة القومية اليهودية.
ويمكننا تلخيص آرائه بما يلي:
أ-) ان اليهودية ليست ديناً فحسب، إنّما حركة قومية.
ب-) نجحت التوراة في الحفاظ على الشعب الاسرائيلي عبر التاريخ.
ت-) الاندماج ليس حلاً، فاليهودي يبقى يهودياً.
ث-) المهاجرون الاوائل يكونون من يهود شرقي أوروبا ويدعمون مادياً بواسطة رأس المال اليهودي الغربي، خاصة الفرنسي.
وواقع الأمر أن هذا الكتاب والآراء لم تثر ضجة كبيرة في أوساط المجتمعات اليهودية، لأن اليهود في تلك الفترة فضلوا الاندماج كحل ملائم لمشاكلهم، إلا أن الكتاب أخذ يحتل مكانة بعد عدة عقود لكونه طرح حلاً قومياً تبنته الحركة الصهيونية كجزء من فكرها ونهجها.