تفسير كلمة "كاديشا" الآرامية : شركة مقدسة. وتهدف التسمية للدلالة على الاحترام المقدم للموتى، وللقائمين على مهام إعداد الجثث
للدفن وترتيب كافة المراسيم المتبعة لدى الطوائف اليهودية على مختلف مذاهبها. وتعتبر مسألة دفن الميت وفق الشريعة اليهودية فريضة في غاية الأهمية لما للحياة من أهمية وما يعنيه الموت من انتقال الميت إلى حياة أخرى.
ومن الثابت تاريخيا أن شركات دفن الموتى قد تنظمت في أوساط الجاليات اليهودية من القرون الوسطى في أوروبا على وجه الخصوص. وتحولت هذه الشركات مع مرور السنوات إلى مؤسسات أكثر تنظيما دأبت على تقديم خدماتها في هذا المجال لمعظم الجاليات اليهودية في مواقع انتشارها في العالم. ومن أهم وأبرز مهام شركة كاديشا إيصال الميت إلى مرحلة الدفن بما يتناسب وتفاصيل الدفن في كما تنص عليه الشريعة اليهودية. وتشمل المهام أيضا إحضار الشهود إلى جانب المحتضرين للصلاة ولسماع اعترافاتهم، وكذلك غسل الجثث ودفنها ونصب الشواهد على قبور الموتى.
وعملت شركة دفن الموتى في الماضي بالاعتماد على تبرعات مالية من أعضاء كل جالية وجالية في مواقع انتشار اليهود في العالم، إضافة إلى تبرعات وصلت إلى صناديق هذه الشركات من عائلات يهودية ميسورة الحال وثرية. ولما أُقيمت اسرائيل سعت وزارة الاديان إلى تنظيم الشركات في شركة واحدة معترف بها رسميا، وتقوم بكافة خطوات وطقوس دفن الموتى، وتنال مخصصات مالية من الحكومة ومن السلطات الحاخامية التابعة للسلطات المحلية والبلدية، إضافة إلى حصولها على مخصصات مقررة من قبل مؤسسة التأمين الوطني، التي تتكفل بدفع مصروفات ثابتة لدفن الموتى. أي أن هذه المخصصات تتحول إلى شركة كاديشا وليس إلى عائلة الميت، مقابل تكفل الشركة بكافة ما له علاقة بمراسم الدفن وما يتبع ذلك حتى تجهيز الشاهد على القبر. وتعتبر شركة كاديشا مؤسسة جماهيرية منتخبة وخاضعة لرقابة مراقب الدولة.
