عملية عسكرية قامت بتنفيذها قوات من الجيش الألماني في بداية العام 1943 مباشرة بعد هزيمة الجيش الألماني في شرقي أوروبا، وذلك بهدف التستر على عدد من المجازر التي قامت بها هذه القوات تجاه اليهود.
ولتحقيق هذه العملية تم تأسيس فرقة عسكرية باسم "زوندركوماندو 1005" بقيادة شتاندرتنفيرر باول بلوبل. وشرعت قوات هذه الفرقة بتنفيذ سلسلة من عمليات إبادة مجموعات من الجاليات اليهودية في شرقي أوروبا. واستعانت هذه الفرقة في حالات معينة بأسرى ومعتقلين يهود. وادعى بلوبل في محاكمته في نيرنبرغ في حزيران 1947 أن ميلر مفتش عام الجستابو (الشرطة السرية النازية) قد وجه إليه تعليمات بعدم الإبقاء على أي أثر لليهود المساقين إلى القتل والإبادة أو أي وثيقة ومستند، كي لا يتمكن الحلفاء من الحصول عليها وبالتالي إلى توجيه تهم شديدة لما كان يقوم به الألمان تجاه اليهود من تصفية جسدية.
أما ما تم تنفيذه في هذه العملية فهو كالتالي:
· إبادة يهود وحرق جثثهم في معسكرات الإبادة.
· هدم مبان استخدمت للإبادة على مختلف أنواعها وذلك منعا لإبقاء أي أثر.
· نثر رماد المحرقة في مواقع مختلفة للحيلولة دون الوصول إلى آثارها.
· طحن العظام المتبقية بآلات خاصة جهزت لهذه الغاية.
· حرق وإبادة مستندات ووثائق.
ونفذت مجموعة عمليات الإبادة الجسدية لليهودية ثم بقايا الجثث والمستندات وآثار الجرائم في عدة معسكرات إبادة، منها:معسكر بيركناو، وميدانيك، وسوفيفور، وفونار. أما في معسكر الإبادة في "بورت التاسع" فقد تمكن 64 أسيرا يهوديا وأوروبيا من الفرار وإعلام الحلفاء بما جرى لهم ولغيرهم في هذا المعسكر، وهكذا انتشرت قصة الإبادة في العالم سنة واحدة قبل أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها.