سعت الوكالة اليهودية والييشوف اليهودي في فلسطين إلى تجنيد أعداد كبيرة من الشباب اليهودي للانضمام إلى صفوف الهاغاناه في الحرب العالمية الثانية كجزء من عملية التعبير عن إصرار منظمات وهيئات الييشوف لتنظيم مسار إقامة الدولة اليهودية في المستقبل.
أي أن هذه الدوائر كانت تهدف إلى تنظيم الناحية العسكرية استعدادا لإقامة الدولة اليهودية في فلسطين. وأٌُقيمت هذه الدوائر بالتنسيق مع قيادة الهاغاناه. وأعلن رسميا عن افتتاح هذه الدوائر في عدة مواقع من فلسطين في عام 1941.
وأعلنت حكومة الانتداب عن رفضها لهذا الأسلوب الذي انتهجته الوكالة اليهودية وقيادة الييشوف، ومنعت بواسطة قوانين وأوامر عليا تنفيذ مثل هذا المشروع على يد الوكالة اليهودية وذلك لانشغال الحكومة البريطانية في لندن بمعارك الحرب العالمية لثانية. وأصدرت الحكومة الانتدابية أوامرها وتعليماتها بمنع أي نشاط له علاقة أو صلة بتجنيد شباب يهودي. ومنعت الحكومة الانتدابية قيام مؤسسات الييشوف أو الوكالة اليهودية بتوزيع درجات ورتب عسكرية وكأن جيشا خاضعا لها. وعبرت الوكالة اليهودية عن رفضها لتدخل الإدارة البريطانية الانتدابية في شؤونها الخاصة بواسطة إغلاق مكاتبها ودوائرها هذه في صيف العام 1943، إلا أنها ـ أي الوكالة اليهودية وقيادة الييشوف ـ ضربت بعرض الحائط كافة خطوات المنع التي اتخذتها حكومة الانتداب، وعادت وافتتحتها لاحقا للغاية ذاتها بالرغم من معارضة الحكومة البريطانية.