ويعرف، أيضا، باسم "المطبخ السياسي". وهي تسمية غير رسمية لمجموعة من الوزراء وخبراء الأمن والشأن السياسي الإسرائيلي الخارجي كانت تدعوه غولدا مئير للاستشارة وتبادل الرأي خلال حرب اكتوبر 1973، وكان ينعقد اجتماع هذه المجموعة في مطبخ مئير في بيتها الخاص. كانت مئير شكلت هذه المجموعة في الفترة السابقة للحرب المشار إليها، وضمت المجموعة رجالا اعتمدت مئير على آرائهم ووجهات نظرهم في اتخاذ قراراتها وإصدار توجيهاتها وتعليماتها.
ومن بين هؤلاء موشي ديان ويغآل ألون ويسرائيل غاليلي، وشارك حسب الحاجة جنرالات وخبراء في الأمن والقضايا العسكرية. واجتمعت المجموعة 17 مرة خلال حرب اكتوبر للتباحث في كل ما له علاقة بالحرب وإدارتها. وشارك في معظم جلسات هذه المجموعة رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي دافيد اليعازر، وعدد من جنرالات هيئته. ونشبت بين الفينة والأخرى نقاشات وخلافات حادة في وجهات النظر بين المستويين السياسي والعسكري في مسائل تتعلق بطرق تنفيذ القتال والمواجهة العسكرية.
وكان لمئير وجهات نظر مختلفة في أحيان كثيرة لما يطرحه المستوى العسكري لكونها كانت تأخذ بعين الاعتبار ما يمكن ان يؤثر على شبكة العلاقات الخارجية الإسرائيلية. ومن بين القرارات المركزية والأساسية التي اتخذها هذا المطبخ خلال حرب اكتوبر 1973: أوكل إلى رئيس هيئة الأركان العامة بتفويض من المطبخ في السابع من اكتوبر 1973 فحص وضع القيادة في لواء الجنوب، وان يقرر وفقا لوجهة نظره فيما ينطلق هذا اللواء إلى تسديد ضربة للقوات المصرية أو يمتنع مؤقتا. وفي التاسع من اكتوبر أقرت مئير توصية وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس أركان جيشه بتركيز الجهد العسكري على الجبهة السورية. وفي الثاني عشر من الشهر ذاته اقر المطبخ عدم الخروج في عملية عبور في السويس إلا بعد عبور فرق كاملة من الجيش المصري إلى الضفة الشرقية للقناة. وفي السابع والعشرين من اكتوبر نوقشت مسألة الهدنة ووقف إطلاق النار على الجبهة المصرية.
هذا، وما زال الإعلام الإسرائيلي يطلق بين الفينة والأخرى اسم "مطبخ رئيس الحكومة" على عدد من الجلسات المصغرة والمغلقة لتدارس شأن مهم وسري يتعلق بالأمن الإسرائيلي أو العلاقات الإسرائيلية الخارجية.