رام الله: صدر، حديثاً، عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" عدد جديد من فصلية دراسات إسرائيلية، يتضمن محوراً بعنوان "العلاقة بين إسرائيل ويهود العالم"، يقدم تعريفاً بانورامياً بأشكال هذه العلاقة وروافعها المؤسساتية، ليحلل فيما بعد طبيعة العلاقة وما طرأ عليها من تطورات وما تخللها من تأثير حيوي متبادل لا يخلو من توتر.
ويضم العدد، أيضاً، مجموعة من العناوين تتوزع بين قراءات في التطهير الإثني، وتشكيل أنماط جغرافيا الاستعمار الاستيطاني، وتغطية للمستجدات السياسية والمجتمعية والحقوقية في إسرائيل.
وتعالج مقالة سليم سلامة حول "مؤسسات الشعب اليهودي القومية" منظومة المؤسسات الموكلة بالعلاقة بين دولة إسرائيل وما يُصطلح على تسميته في القاموس اليهودي "يهود المهاجر"، وهي التي تُدعى في هذا القاموس "المؤسسات القومية للشعب اليهودي.
تعرض المقالة الخلفيات التاريخية لقيام هذه المؤسسات، أهدافها وأدوارها، والعلاقات التبادلية بينها، ثم التغيرات التي طرأت عليها من حيث وظائفها، وصلاحياتها، ووضعيتها القانونية، وما استتبع ذلك من تغييرات بنيوية / تنظيمية، حتى يومنا هذا.
وتحت عنوان "إسرائيل والمجموعات اليهوديّة في دول العالم - مسارات النقاش" يحاول أبراهام بورغ إضاءة الواقع المرصوص والشائك لعلاقات إسرائيل والمجموعات اليهودية خارجها على امتداد عدة محاور ناظمة هي الجغرافي والإثني أو السياسي.
وفي العدد، مقتطفات من كتاب (مشاكل في القبيلة) لدوف واكسمان، والذي يدرس أسباب الخلاف بين يهود أميركا حول إسرائيل وعواقبه، ويستكشف مصادر هذا الخلاف، مع التّشديد على أنّه لا يتأثّر بالتغييرات في إسرائيل أو التغييرات في الصراع الإسرائيلي/ الفلسطيني فحسب، (وهو غالباً ما تشير إليه التقارير الإعلاميّة)، ولكن أيضاً بالتّغييرات داخل المجتمع اليهودي الأميركي ذاته.
ويرصد مقال تحت عنوان"5,4 مليون أميركي يهودي: تراجع في الانتماء للديانة، والشعور تجاه إسرائيل" لبرهوم جرايسي التطورات المتواصلة في المقاييس والمؤشرات على قوة اللوبي اليهودي في أميركا وتأثيره وتوغله في مؤسسات الحكم، مثل التمثيل المباشر لليهود في مجلسي الكونغرس والشيوخ.
وفي مقابلة العدد، يقول الكاتب الإسرائيلي الشاب نير برعام: إن ما حدث في 1967 هو استمرار لما حدث في 1948، وإن اتفاقات أوسلو بُنيت على فرضية إسرائيلية غير صحيحة، مشككاً في فكرة حل "الدولتين للشعبين" في حدود حزيران 1967، إذ بدا له أن الحديث بهذا الشأن يدور حول شيء يفقد في أرض الواقع الكثير من معناه ومن فرص تحقيقه، خصوصاً حيال مواصلة البناء في المستوطنات والحديث عن "الكتل الاستيطانية".
ويضم العدد مقالة بعنوان "التطهير الإثني وتشكيل أنماط جغرافيا الاستعمار الاستيطاني" لنيف غوردون ومورييل رام، وحلقةً جديدةً من سلسلة "المخرجون الجدد في إسرائيل .. كشف المستور" ليوسف الشايب، فيما يقرأ هشام نفاع "حسابات المصالح خلف المواجهة بين قيادة الجيش والحكومة الإسرائيلية"، فيما تقدم قضايا ترجمةً كاملةً لتقرير منظّمة بتسيلم: جهاز تطبيق القانون العسكري كمنظومة لطمس الحقائق، والتي تعلن فيها المنظمة فك الارتباط مع أجهزة الاحتلال والاكتفاء بمراقبتها وفضح ممارساتها.
وفي زاوية "من الأرشيف" ترجمة كاملة لنص الخطة التي عرضها (بخطوط عريضة) زئيف جابوتنسكي، مؤسس وزعيم الحركة التصحيحية الصهيونية، لإنشاء "سلطة مؤقتة "في فلسطين بعد احتلالها الكامل من الجيش البريطاني في العام 1919، وكذلك نص المحاضرة التي ألقاها جابوتنسكي في الاجتماع الأول لما سمي في حينه "مجلس الأرض الإسرائيلي"، والذي عقد في مدينة يافا (في العام ذاته)، وحضره أعضاء المجلس المؤقت "ليهود أرض إسرائيل"، ومن ضمنهم مندوبون عن يهود يافا والقدس وحيفا وطبريا ومستعمرات الجليل الأسفل والجليل الأعلى، وباقي المستوطنات، ومندوبون عن الأحزاب الصهيونية وفروع الهستدروت الصهيونية العالمية، ومندوب عما سمي "الكتائب العبرية" وأعضاء مجلس الكونغرس الصهيوني.
وفي الختام يضم العدد مراجعة لكتاب "على حافة الهاوية" (تأليف: طاليا ساسون) أنجزها علي حيدر، وقراءة في رواية: "متساوون ومتساوون أكثر" لسامي ميخائيل أنجزتها هنيدة غانم.