هل تتجه مصر حقاً نحو حرب مع إسرائيل؟
في مَقالِهِ الذي نُشِرَ في "هآرتس" (4/12/2006) سعى عضو الكنيست يوڤال شتاينيتس (ليكود)، إلى إماطة اللثام عن وجه جارتنا الجنوبية (مصر) وكشف صورتها "الحقيقية".
وبحسب إدعائه فإن تعاظم الجيش المصري وتدريباته ومناوراته العسكرية موجهة للحرب مع إسرائيل، وأن تزايد عمليات تهريب السلاح عبر محور فيلادلفي ما هو إلاّ جزء من خطة عمل مصرية لها غاية مزدوجة: "دعم هادئ للإرهاب" ضد إسرائيل ودعوة لنشر قوات مصرية أكبر في سيناء، بما يؤدي إلى إلغاء كون شبه جزيرة سيناء منطقة منزوعة بمقتضى ما نصت عليه معاهدة السلام بين البلدين.
الأزمة السياسية في لبنان، والتي تهدّد بجرّ الدولة اللبنانية إلى تدهور داخلي، تشكل أيضاً ساحة تصارع بين الولايات المتحدة ومؤيديها وبين معسكر "المقاومة" على رسم وتصميم النظام الإقليمي. من هنا، وفي الوقت الذي تتمترس فيه الأطراف المتنازعة في مواقفها، يبدو أن المفتاح لتهدئة الأزمة غير موجود نهائياًً في بيروت.
على منصة الاحتشاد السنوي الكبير لذكرى إسحق رابين، قبل أكثر من أسبوعين، ألقى الأديب دافيد غروسمان، الخطيب الوحيد في الحدث، خطابا هاما. في ذروة أقواله، أسدى غروسمان نصيحة إلى رئيس الحكومة قائلا له: "توجه إلى الفلسطينيين، يا سيّد أولمرت، توجه إليهم متجاهلا زعماء حماس. توجه إلى المعتدلين من بينهم، هؤلاء الذين يعارضون حماس وطريقها، مثلك ومثلي".
في الخطاب الذي ألقاه في حفل وداعه من رئاسة المحكمة العليا قال القاضي أهارون باراك إن المستقبل هو الذي سيثبت فقط إذا ما كان قد استطاع أن يكتب صفحة في تاريخ إسرائيل القضائي. وقد رأى الكثيرون في أقواله تواضعاً مبالغاً فيه، حتى لا نقول مفتعلاً. لكن باراك، كعادته، كان أبعد نظراً من جمهور مؤيديه وأنصاره. فالسؤال بشأن ما إذا كان تراثه سيترك بصماته بالفعل، لا يتوقف على نوعية وعبقرية أحكامه وقراراته وحسب، وإنما يتوقف بالأساس على الاستعداد لتبنيها وتطبيقها قولاً وعملاً.
الصفحة 704 من 859