ما زال من المبكر التكهن بما ستؤول إليه التحقيقات الجنائية المتشعبة التي يخضع لها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وما ستتمخض عنه من نتائج في المستوى القانوني ـ الجنائي (خلافا للمستوى الجماهيري العام) ـ هل ستنتهي بتقديم لائحة أو، ربما، لوائح اتهام جنائية أم لا؟ وهل إذا ما قُدمت لائحة (لوائح) اتهام كهذه، ستنتهي بإدانته قضائياً بمخالفات وجرائم جنائية؟
من بين الحروب الداخلية الدائرة في حزب "الليكود"، والتي تشهد اتساعا وتصعيدا متزايدين مع اتساع وتعمّق التحقيقات الجنائية ضد رئيس الحزب ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وما تثيره ـ تحت السطح وفوقه ـ من معارك الوراثة والقيادة في "الليكود" ومعسكر اليمين إجمالاً، تبدو الحرب ضد المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الليكوديون الجُدد" هي الحرب الأقسى والأشدّ خطورة، ليس في على المدى القريب وما ستتمخض عنه من نتائج فقط، وإنما على المدى البعيد أيضاً وبالأساس، نظرا لما قد تخلفه من صدوع وانشقاقات في داخل هذا الحزب، على المستويين الفكري والتنظيمي على حد سواء.
رأت صحيفة "هآرتس" في مقال افتتاحي أنشأته غداة اعتقال الشيخ رائد صلاح، رئيس الجناح الشمالي المحظور في الحركة الإسلامية في إسرائيل، بتهمة التحريض، الأسبوع الفائت، أن هذا الاعتقال يثبت أن صلاح يشكل في نظر إسرائيل هدفاً مؤشراً عليه بصورة مسبقة.
تُسعف المقابلة التي أدلت بها راحيل ليئيل، المديرة العامة المنتهية ولايتها لـ"الصندوق الجديد لإسرائيل"، إلى مجلة "غلوبُس" الإسرائيلية (طالع ص 3) في رسم المشهد السياسي الإسرائيلي الراهن واستشراف بعض إحالاته.
الصفحة 461 من 859