تأتي الذكرى الخمسون لمجزرة كفر قاسم في ظل تعزّز الخطاب الترانسفيري العنصري ضد المواطنين العرب في إسرائيل وضد بقائهم في البلاد، ما يعني أن عقلية المجزرة وسياستها لا تزال معششة، وفي هذا ما يفسر امتناع الحكومة عن الاعتراف بالمجزرة والاعتذار عنها.
من بين كل تصريحات جنرالات الجيش التي رافقت هذه الحملة العسكرية (على لبنان) منذ بدايتها، كان ثمة تصريح ناشز ومثير بشكل خاص ورد بالذات على لسان قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال اليعيزر شكيدي. ففي إيجاز للصحافيين وصف الجنرال شكيدي منظمة حزب الله بـ "العصابة" ووصف زعيمها الشيخ حسن نصر الله بـ "رئيس العصابة" دون أن يذكره بالاسم كما يليق بمن لا تساوي قيمته شروى نقير، وكأنه يريد أن يقول لنا بذلك إننا نواجه عصابة من الأشرار ليس إلا، وإننا سنتمكن من القضاء عليها ومحوها عن وجه الأرض عاجلا أم آجلا.
هاتفوني ليخبروني عن المظاهرة ضد الحرب مساء السبت (22 تموز).
ضد أي حرب؟!
في الماضي لم أكن أتخلف عن أية مظاهرة احتجاج ضد فظائع الاحتلال، وضد تلك الحرب السابقة (حرب 1982) في لبنان. أما الآن، فأين هو الاحتلال في لبنان؟ ولقد خرجنا من لبنان، وخرجنا من غزة.
في الشهر الأخير قرأت كل كلمة كتبت في الصحافة الإسرائيلية عن المسلمين والإسلام، وتوصلت الى استنتاج قاطع، هو ان لدينا خللا في استيعاب واقعنا. فالتغيرات الجارية في المنطقة والعالم كله متسارعة جدا، الى درجة ان كل محاولة للبحث في مصطلحات الأمس باتت أمرا سخيفا. جيراننا يعيشون في بيئة سياسية جديدة ومختلفة كليا، والمصطلحات الأساسية تمر في حالة انقلاب جدي، أما نحن فنواصل إتباع سياسة إجرامية وحمقاء، من التجويع والحصار.
ربما تكون نتيجة 1:1 في مباراة كرة قدم ليست إنجازا مثيرا، لكن بالنسبة لأبناء بلعين كان هذا بمثابة نصر مثير. لأن النتيجة لم تكن هي الهامة، ولا المباراة ذاتها (ضد منتخب بلدة بيتونيا) بل المكان الذي أجريت فيه المباراة: ملعب كرة قدم مرتجل، تم تحضيره على وجه السرعة على أراضي بلعين المسلوبة، التي يعزلها الجدار الفاصل عن القرية.
تشتمل كل لغة في العالم على كلمات لا يمكن ترجمتها ترجمة دقيقة. ويبدو أن هذه الكلمات تعبّر عن خاصيّة قومية تميّز الناطقين بتلك اللغة، وهي منخرطة في تاريخها، تراثها وكينونتها. مثل هذه الكلمات تتحول إلى مصطلحات دولية، وتُستخدم بلغات أخرى بشكلها الأصلي.
الصفحة 21 من 119