بعد أن تجندت معظم الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في مطاردة الأسرى الفلسطينيين الستة، وتم فتح غرفة عمليات تضم أجهزة الشاباك، الجيش، الشرطة، المستعربين، ووحدات نخبة في هيئة الأركان، وبعد أن استعانت هذه الأجهزة بطائرات مُسيرة، وتكنولوجيات التنصت والتتبع، كانت وحدة قصاصي الأثر هي بالذات من نجح في الوصول إلى محمد العارضة وزكريا الزبيدي يوم السبت 11 أيلول الحالي. أو هكذا روّج الاعلام الإسرائيلي الذي ركز على الجنود البدو داخل وحدة قصاصي الأثر. حتى السنوات القليلة السابقة، اعتبر الجيش الإسرائيلي بأن وحدة قصاصي الأثر قد عفا عليها الزمن، وأنها على أبواب الانقراض بفعل الاعتماد المتزايد لآليات الرقابة والتتبع على الأتمتة والحوسبة والذكاء الصناعي القائم على خوارزميات معقدة. أنظر النشرة الصادرة عن الجيش الإسرائيلي على الرابط التالي: https://bit.ly/3CqE4ot بعد إعادة اعتقال العارضة والزبيدي، بدأ الإعلام الإسرائيلي يعيد الاعتبار إلى وحدة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي كذراع لا يمكن الاستغناء عنه، أو على الأقل بدأ يظهر خطابا جديدا بأن التكنولوجيا غير قادرة على أن تستبدل مهارات "القصّاص البدوي" التي تدمج ما بين معرفة الطبيعة وامتلاك حس الفراسة العالي.