من يريد أن يفهم الاتجاه الذي تسير فيه إسرائيل، لا يحتاج للاستماع إلى خطابات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ولا إلى أن يحلل توقعات المستثمرين في أسواق المال. فهو يستطيع اختصار الوقت والاتجاه فورا إلى الجدول 8/12 في كتاب الإحصاء السنوي، الذي ينشره مكتب الإحصاء المركزي، ويعرض فيه "توقعات توزيع الطلاب والطلب على المعلمين في جهاز التعليم الابتدائي".
أثار قرار الحكومة الإسرائيلية في نهاية الأسبوع الماضي القاضي بتقليص ضريبة المشتريات من 18% إلى 17% وتقليص ضريبة الشركات من 5ر26% إلى 25%، جدلا واسعا ومتشعبا في الأوساط الاقتصادية من جهة، والأوساط الاجتماعية من جهة أخرى، فقد صدر القرار بعد أقل من 24 ساعة على إقرار الكنيست بالقراءة الأولى الموازنة العامة للعامين 2015 و2016، والتي تتضمن تقليصا بنسبة 4% في ميزانيات الوزارات الاجتماعية الأساسية.
أكد بحث جديد أعد في "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" ونشر في الأيام الأخيرة أن اليهودي الإسرائيلي بإمكانه أن يحظى بمكان عمل بسرعة تعادل أربعة أضعاف الفرصة التي أمام طالب عمل من الفلسطينيين في إسرائيل، حتى وإن كانت مؤهلات الفلسطيني ملائمة للوظيفة، ومؤهلات اليهودي أقل.
دلّت معطيات جديدة على انخفاض حاد نسبيا في نمو قطاع التقنيات العالية، الذي يشكل مرتكزا أساسيا لنمو الاقتصاد الإسرائيلي، وكانت نسب النمو السنوية فيه التي تراوحت ما بين 8% الى 13%، تنعكس على النمو في كل الاقتصاد، إذ أن قطاع التقنيات العالية الذي يقدر حجم الناتج فيه السنوي بقرابة 20 مليار دولار، يشكل 11% من اجمالي الناتج العام الإسرائيلي.
بدأت في الأيام الأخيرة تظهر تقارير اقتصادية سوداوية حول وضعية الاقتصاد الإسرائيلي، وهو ما بات أشبه بـ "موسم تقارير سوداوية" تبادر له وزارة المالية ومؤسسات اقتصادية أخرى، في الفترة التي تسبق اقرار الموازنة العامة، فبعد أن تحدثت تقارير سابقة عن فائض في جباية الضرائب، وأن الزيادة نابعة عن حراك أقوى في الأسواق، وبموازاة ذلك، استمرار تراجع البطالة وارتفاع نسبة المشاركة في سوق العمل، ظهرت الآن تقارير جديدة تتحدث عن توقعات هي أقرب إلى ركود اقتصادي في الربع الثاني من العام الجاري.
قال تقرير جديد لسلطة التشغيل الإسرائيلية إن المشاركة في العمل للشريحة العمرية من جيل 25 إلى 64 عاما سجلت ارتفاعا كبيرا في السنوات العشرين الأخيرة، وساهم في هذا الارتفاع الملحوظ في نسبة المشاركة في سوق العمل بين النساء العربيات، التي ما تزال متدنية (33%) وأيضا ارتفاعها بين الرجال المتدينين المتزمتين "الحريديم" (46%)، مقابل نسبة تجاوزت 77%، بين الجمهور عامة في هذه الشريحة العمرية.
الصفحة 48 من 57