تبين بعد فرز قرابة 99% من أصوات الناخبين في الانتخابات العامة الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء – 11.2.2009، أن حزب كديما برئاسة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، حصل على 28 مقعدا في الكنيست فيما حصل حزب الليكود، برئاسة بنيامين نتنياهو، على 27 مقعدا. ولم تمنع هذه النتيجة المتقاربة للغاية من ليفني ونتنياهو أن يعلن كل منهما عن نيته تشكيل الحكومة المقبلة ودعوة الآخر للانضمام إلى حكومة برئاسته.
في الإمكان أن نعتبر أن العدوان على غزة يحيل إلى قيام إسرائيل بإزالة بعض الصدأ الذي اعترى مسلماتها الصنمية، والتي ليس أبسطها أنه لا صوت ينبغي أن يعلو على صوت الأمن، حتى ولو كان السبيل إلى ذلك هو اتباع حرب الإبادة الجماعية، على غرار ما هو حاصل في القطاع إلى الآن، علمًا بأن من شأن هذه العملية أن تخرس في الوقت نفسه الأصوات القليلة التي تفكر بصورة مغايرة، والتي لم تتحرّر بدورها من الاستلاب لبعض تلك المسلمات، إن لم يكن لمعظمها
بقلم: انطوان شلحت
(*) يبدو لي أن المعلق السياسي والعسكري الإسرائيلي عوفر شيلح كان أول من أشار إلى كون العدوان الإسرائيلي الراهن على غزة، جسدًا وبشرًا، والذي أطلق عليه اسم "عملية الرصاص المسبوك"، يندرج في إطار "عقيدة دفاعية جديدة" في إسرائيل. وقد تبلورت هذه العقيدة فعلاً في الآونة الأخيرة من دون أن تكون نتاج تفكير مدروس، على حدّ قراءته.
ذكرت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد – 11.1.2009، أن ضباطا كبارا في الجيش الإسرائيلي طالبوا الحكومة بإقرار المرحلة الثالثة من العملية العسكرية البرية في قطاع غزة واحتلال أجزاء من قطاع غزة. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن قائد الجبهة الجنوبية للجيش الإسرائيلي، اللواء يوءاف غالانت، الذي يعتبر رسميا قائد العملية العسكرية في قطاع غزة، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، ايهود أولمرت، ووزير الدفاع، ايهود باراك، إلى المصادقة على توسيع العملية العسكرية البرية والبدء في شن المرحلة الثالثة منها، التي تشمل زج قوات احتياط كبيرة في القطاع واحتلال أجزاء كبيرة منه. ونقلت الصحيفة عن غالانت قوله إنه بالإمكان التوصل على "وضع حاسم" أمام حماس من دون احتلال كل القطاع.
الصفحة 235 من 1047