أخفى تركيز الأنظار على خطة الفصل ومظاهر التأييد والاعتراض عليها، الكثير من عوامل الاحتقان السياسية والاجتماعية في إسرائيل. وبدا للحظة أن جميع الناس في إسرائيل نسوا همومهم وتفرغوا فقط لإبداء الرأي في خطة الفصل. ولكن الأمور في الواقع كانت خلاف ذلك.
فالحلبة السياسية الإسرائيلية بجميع مكوناتها كانت تغلي تحت هذا المظهر المضلل. وتدل على ذلك حقيقة ما يجري في حزب العمل وما يجري بعيدا عن الأنظار في الليكود وما حدث على الملأ في الكنيست إثر مناقشة قضايا الفساد الحكومي.
قدمت مجموعة "المتمردين" في حزب الليكود الحاكم في إسرائيل اليوم الاثنين 20/6/2005 مشروع قانون الى جدول اعمال الكنيست يقضي "بفرض السيادة الإسرائيلية على الكتل الاستيطانية" في الضفة الغربية المحتلة.
فيما اختارت صحيفة "معاريف"، يوم الأحد، أن تتوسع في النشر عن جهوزية إسرائيل لتطبيق خطة الانفصال في موعدها المقرّر كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" النقاب عن استمرار البناء في المستوطنات حتى في ظل تسلم العمالي يتسحاق هرتسوغ حقيبة البناء والإسكان في حكومة أريئيل شارون.
كثف نتنياهو في الاسابيع الأخيرة تحركاته على الساحتين الحزبية والسياسية، كما يكثر من اطلاق البالونات التجريبية، من خلال عدة وسائل اعلام، وفي عدة اتجاهات، ولكن في جوهرها منافسة لشارون من الجانب اليميني. ففي الأسبوع الأخير ظهر نبأ في صحيفة "معاريف" مفاده ان نتنياهو يعتزم الاستقالة من حكومة شارون بالتزامن مع تنفيذ خطة اخلاء مستوطنات قطاع غزة، وفي اليوم التالي ظهر "نفي قاطع" من جانب "المصادر المقربة" من نتنياهو، علما ان نفس مصطلح "المصادر المقربة"، ظهر في الخبر الاول، ومعروف عن نتنياهو انه هو اول من اطلق في الاعلام الاسرائيلي مصطلحات مثل "مصدر سياسي كبير جدا"، حين كان رئيس حكومة، وهو المصطلح الذي كان يعنيه هو حين كان رئيسا للحكومة.
الصفحة 674 من 1047