لم تفعل «التصريحات الرخوة» التي أطلقتها وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لم تفعل أي مفعول إذ نجح رئيس الحكومة إيهود اولمرت بعد ساعات من إعلان ليفني في فرملة التمرد داخل حزبه بل انتزع إصدار بيان تأييد له أجمع عليه جميع وزراء الحزب ونوابه.
تركّز الباحثة الجامعية الإسرائيلية تانيا راينهارت (1) في كتابها الموسوم بـ"أكاذيب عن السلام" (2)، بصورة تكاد تكون جوهرية، على وسائل الإعلام الإسرائيلية وأدائها المبتور وعلى أزمة اليسار الإسرائيلي الصهيوني، الذي وقف من خلف "فكرة أوسلو".
وهي تؤكد في مقابلة خاصة أدلت بها لمحرر الكتاب، أمير روتم، أن اعتمادها الرئيس في تأليف فصوله كان على وسائل الإعلام الإسرائيلية في سيرورة أريد لها، على حدّ قولها، "تخليص الحقائق من ربقة المزاعم الأساسية، والفصل بين الحقائق وتلك المزاعم في سبيل تشييد تفسير متجدّد للحقائق".
اعتبر الإسرائيليون الفضيحة الجديدة المنسوبة إلى رئيس مصلحة الضرائب، جاكي ماتسا، وسلفه ونحو 20 من رجال الأعمال البارزين (منهم ناشطون في أحزاب ليكود وكديما وإسرائيل بيتنا) وتورط مديرة مكتب رئيس الحكومة، شولا زاكن، في واحدة من أكبر قضايا الفساد التي تم الكشف عنها، "هزة أرضية" ودليلاً على سيطرة أصحاب رؤوس الأموال، "بأسلوب المافيا" على السلطة في إسرائيل. في الوقت نفسه ما زالت شعبية أولمرت تتراجع في استطلاعات الرأي.
من أسعد تلحمي:
أعربت أوساط في الحكومة الاسرائيلية عن ارتياح أركانها لنجاحهم في إفراغ خطة جديدة للسلام حاولت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تسويقها في الأيام الأخيرة، من أي مضمون جدي بعد أن اصطدمت بمعارضة قوية من رئيس الحكومة ايهود اولمرت ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني اللذين رفضا قطعاً الشروع في بحث صيغ جديدة تتيح البدء في مفاوضات التسوية الدائمة وفي محادثات حول «القضايا الجوهرية» الثلاث المفترض أن تتناولها مفاوضات هذه التسوية: الحدود، القدس، عودة اللاجئين.
الصفحة 518 من 1047