"المشهد الإسرائيلي"، كتب ب. ضاهر:
يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، مطالبة وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، خلال اجتماعهما في القدس الغربية مساء اليوم الثلاثاء- 4/3/2008، بالعمل على استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بعد أن أعلن الجانب الفلسطيني عن تعليقها في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية اليوم إن "أولمرت سيبلغ رايس بأن إسرائيل مهتمة باستئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وبسرعة".
وستصل رايس إلى إسرائيل بعد ظهر اليوم قادمة من مصر وستتوجه مباشرة إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية للاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض، وستلتقي أولمرت خلال عشاء عمل مساء اليوم، فيما ستجتمع مع كل من وزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني صباح غد.
وتأتي زيارة رايس الحالية في ظل العملية العسكرية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى الفلسطينيين إضافة إلى دمار لحق بالممتلكات. وكان قد تم التخطيط لهذه الزيارة منذ أسابيع لتتابع رايس عن قرب، بعد زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش قبل شهرين، تقدم المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين حول قضايا الحل الدائم، التي كانت هي الأخرى متعثرة أصلا بسبب المواقف والممارسات الإسرائيلية.
وستواجه رايس في أثناء زيارتها مجموعة من العقبات التي وضعتها إسرائيل في الطريق أمام استمرار المفاوضات، بعضها لاعتبارات سياسية داخلية، أولها إعلان أولمرت إرجاء المفاوضات حول القدس إلى المرحلة النهائية، راضخا بذلك لتهديدات حزب شاس بالانسحاب من الحكومة في حال بدأت مثل هذه المفاوضات. وهذا التأجيل رفضه الجانب الفلسطيني الذي أوضح أنه من الصعب التباحث في قضايا أخرى، مثل قضية الحدود، من دون الاتفاق في قضية القدس.
وعقبة أخرى ستواجهها رايس تتعلق بتراجع أولمرت عن تعهدات أطلقها عشية وفي أثناء لقاء أنابوليس في الولايات المتحدة حول تجميد التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية. ويذكر أن بوش كان قد شدد خلال مؤتمر صحافي عقده في القدس قبيل مغادرته إسرائيل على أن تجميد الاستيطان في القدس الشرقية هو جزء من التزامات إسرائيل في المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق، وهو ما رفضه أولمرت في تصريحات وممارسات على أرض الواقع. كذلك استجاب أولمرت لمطالب شاس بتوسيع البناء في مستوطنات يسكنها المتدينون اليهود (الحريديم) في الضفة الغربية، كما أعلنت إسرائيل عن عدة مناقصات بناء في أحياء استيطانية في القدس الشرقية. كذلك فإن أولمرت يتقاعس عن إخلاء وتفكيك البؤر الاستيطانية العشوائية وحتى أنه لم يعد يذكرها رغم تعهده عشية وخلال أنابوليس بتفكيكها.
إلى جانب هذه القضايا فإن رايس ستبحث مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين موضوع قطاع غزة. وهذا الموضوع في صلب محادثات رايس مع المسؤولين في مصر، خصوصا فيما يتعلق بإعادة فتح المعبر الحدودي في رفح. وستطلب سماع الموقف الإسرائيلي بخصوص اقتراح فياض حول تسلم السلطة الفلسطينية المعابر بين القطاع وإسرائيل وإدارتها.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم إن التوقعات في إسرائيل تشير إلى أن رايس ستطرح خلال محادثاتها مع أولمرت وباراك وليفني المطلب المصري بمضاعفة عدد جنود حرس الحدود المصريين المنتشرين عند محور صلاح الدين (فيلادلفي) بين القطاع ومصر من 750 إلى 1500.
من جهة أخرى زار إسرائيل أمس مفوض العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خافيير سولانا. واقترح في أثناء لقائه مع المسؤولين الإسرائيليين الشروع في مباحثات مع السلطة الفلسطينية ومصر للتوصل إلى اتفاق حول القطاع.
وأشار سولانا إلى أن اتفاقا شاملا في هذا الصدد يجب أن يشمل ترتيبات أمنية جديدة عند محور صلاح الدين وإعادة فتح معبر رفح والتوصل لحل في قضية المعابر بين القطاع وإسرائيل ومحاولة التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية.
وشدد سولانا في اجتماعاته مع الإسرائيليين على أنه "يتوجب الدخول في محادثات من أجل التوصل إلى حل سياسي (لوقف إطلاق النار) لكن بصورة لا تحقق فيها حماس إنجازا". وأردف أن "المصريين يريد القيام بدور أكبر ويتوجب استغلال ذلك".
من جانبها قالت ليفني لسولانا، أمس، إنه "يحظر على أوروبا القيام بنشاط سياسي يتم تفسيره على أنه انتصار لحماس". وجاءت أقوال ليفني في أعقاب دعوات أطلقتها دول أوروبية لفتح المعابر في القطاع فورا.