نشرت الصحيفة الأسبوعية اليهودية "فوروورد"، الصادرة في الولايات المتحدة، (الخميس 23 كانون الثاني)، خبرًا مفاده أن إسرائيل والولايات المتحدة الامريكية تعكفان حالياً على بلورة "مبادرة سلام جديدة في الشرق الأوسط".
وحسب ما أورده التقرير، قد تخرج المبادرة الجديدة إلى حيز التنفيذ بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة، المزمع المقررة ليوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري. وتقوم مستويات رفيعة المستوى ببلورة تفاصيل المبادرة بسرية تامة.
وبموجب الصحيفة المذكورة، تشبه المبادرة الجديدة، مبادرة سبق ان عرضها الرئيس الأمريكي جورج بوش، "لكنها تنطوي على تفاصيل أوفى". وقالت مصادر في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي، في تعليقها على الموضوع، إن "الخطة الوحيدة القائمة هي خطة الرئيس بوش كما تم الإعلان عنها".
وبموجب ما نشرته الصحيفة، فان الخطة الجديدة تتضمن تصريحا مشتركا أمريكيا - إسرائيليا يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، وفي نطاق حدود مؤقتة. وسيرئس الدولة رئيس حكومة فلسطيني، بينما توصي الخطة بتجريد رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، من كل الصلاحيات العملية.
وقالت مصادر سياسية إنه على الرغم من أن المبادرة في مراحل بلورتها المتقدمة، فمن المرجح أنه لن يعلن عنها إلا بعد أن تتضح ملامح الشأن العراقي. وأضاف مصدر في الإدارة الأمريكية "أن المبادرة لن تنطلق إلى المرحلة التنفيذية دون أن يحدث تقدم في مجال الإصلاحات الفلسطينية على الأصعدة الاقتصادية والسياسية، وقبل وقف الإرهاب".
وقالت مصادر إسرائيلية للصحيفة إن معهد "هارفارد روبينشتاين"، المتخصص في العلاقات العامة، ومقره الولايات المتحدة، تلقى طلبًا بتحضير عدد من مجريات الأحداث التي قد تنبثق عن رد فعل الرأي العام لمبادرة كهذه.
أحد الخيارات المطروحة تنص على قيام رئيس الحكومة الإسرائيلي بعرض الخطة خلال خطاب سيلقيه أمام الكونغرس الأمريكي. وحسب المصادر، فإن الأطراف العاملة على بلورة المبادرة تدرس نماذج تاريخية مشابهة، مثل إقامة دولة ناميبيا التي انفصلت عن جنوب أفريقيا قبل تحولها إلى دولة مستقلة.
وأفادت المصادر أن صياغة المبادرة وصلت إلى مرحلة مفصلة جدًا يطرح وفقها عدد من الأحداث المختلفة، مثل، عدم نشوب حرب مع العراق. وقال مصدر في حزب "الليكود" الإسرائيلي للصحيفة إن المبادرة هي أحد الأسباب التي تجعل شارون يفضل تشكيل حكومة وحدة وطنية لأنه يقدر أن حكومة يمينية متطرفة لن تؤيد المبادرة.
