في النقاشات الداخلية الدائرة في الاشهر الاخيرة في القيادة العامة وفي المستويات السياسية الرفيعة يردد رئيس الاركان الاسرائيلي موشي يعلون الرسالة التالية: بعد ثلاث سنوات سيكون لدولة اسرائيل جيش مختلف. ويقول: صحيح انه بعد حرب يوم الغفران أيضاً، في عام 1973، أقيم جيش أكبر وأقوى، ولكن بعد ثلاث سنوات سيكون الجيش أصغر، وحجم القوات سيكون أصغر، ولكن أقوى بكثير، ومزود بشكل أكبر بالتكنولوجيا، ومتلائم أكثر مع التهديدات. وتيرة عملية اتخاذ القرارات في الجيش الاسرائيلي متأثرة اليوم أكثر من أي شيء من التقليص الحاد في ميزانية الأمن. ولكن تطبيق القرارات وتنفيذها سيتأثر من نتائج الحرب في العراق.
يوم الاثنين المقبل سيدخل سري نسيبة الى ديوان رؤساء دولة اسرائيل، برفقة الجنرال (احتياط) عامي أيالون، لعرض "اعلان المبادىء" المشترك الذي عكفا على صياغته في السنتين الاخيرتين. وسيطلبان منه ان "يبارك، علنا، اية مبادرة مشتركة يقوم بها اسرائيليون وفلسطينيون ـ مثل مبادرتهما ـ تسعى الى ايجاد حل للنزاع الدامي".
هذه المقابلة بين المؤرخ الإسرائيلي المشهور بيني موريس وأحد الناشطين الصهيونيين (بوريس شاتسيف) من جهة، والكاتب المعروف نورمان فينكلشتان من جهة اخرى، أشبه بمناظرة يدور موضوعها حول ما صار يعرف بالترانسفير. وهي تلقي الضوء على ابعاد ما تفكر فيه المؤسسة الإسرائيلية الرسمية والحزبية حول هذا الموضوع بالذات، حول احتمال إن لم يكن ضرورات الإقدام على حل التسفير (الترانسفير).
الياس خوري، من أهم مثقفي لبنان، لم يعد يفهم اليسار الاسرائيلي. هذا اليسار الوحيد في العالم، يقول، الذي لم يخرج ضد الحرب الأمريكية على العراق، وعلى هذه الحقيقة أن تثير علامات إستفهام كثيرة. "كان هنا تفويت كبير لفرصة من أجل إعادة خلق أرضية مشتركة مع المثقفين العرب"، يقول.
الصفحة 70 من 98