مصادر قضائية وحقوقية ل"المشهد الاسرائيلي": القانون بصيغته الجديدة يمسّ بشكل مباشر بالمواطنين العرب المتزوجين من "سكان المنطقة"
في ظل تصعيد الازمة السياسية العامة، تلعب الحكومة الاسرائيلية دورًا رئيسيًا في تجسيد هذا التصعيد عن طريق إتخاذ خطوات ملموسة. بدا هذا واضحًا، أخيرًا، في قرارها من يوم 18/7 بتمديد فترة قانون "المواطنة والدخول الى اسرائيل" والذي بموجبه يمنع "لمّ الشمل" للمواطنين الفلسطينيين لفترة نصف سنة إضافية، بعد ان سرى مفعوله لمدة سنة، كما يمنع المواطنون من تقديم طلبات لـ "لمّ الشمل" ولن يتم بحث طلبات قديمة قدمت ما بعد تاريخ 12/5/2002.
حتى النكبة في 1948 امتازت مدينة عكا بازدهار تجارتها البرية والبحرية بفضل موقعها ومينائها ووفرة اسماكها وبحقيقة كونها نقطة جذب سياحية. ولكن شتان ما بين البارحة واليوم .... المدينة التي كانت مزدهرة بأهلها والواثقة بذاتها وباسوارها لم تحسب حسابات لاحد كما عبر مثلها الشعبي الساخر : "يا خوف عكا من هدير البحر" .. وساد ذلك حتى عصف بها زلزال النكبة وهجر سكانها، اما من بقي فيها فيشكلون اليوم 29% من مجمل سكان عكا الجديدة (القديمة والجديدة التي بناها الاسرائيليون خارج الاسوار)، يعيشون فيما يشبه مدينة صفيح وهي تواصل مواجهة البحر باسوارها بيد ان الخطر الحقيقي يقف خلف مخططات السلطات الاسرائيلية للاجهاز عليها تماما وافراغها من أكثرية اصحابها العرب.
المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في تقرير غير مسبوق:وسيلة الإبادة تمثلت في رش المحاصيل الزراعية بمادة كيماوية من الجو وهي عملية غير قانونية بتاتاً بسبب الأذى البالغ المترتب على استعمال هذه المادة
تحت عنوان "كل الوسائل شرعيّة" أصدرت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان (الناصرة)، أخيرًا، تقريرًا مفصلاً غير مسبوق عن إبادة محاصيل زراعية للمواطنين البدو في النقب من قبل الدولة، بواسطة رشها بمواد كيماوية من الجو.
واشتمل التقرير، الذي أعده المحامي طارق إبراهيم، على مدخل وعلى ستة أبواب هي: النزاع حول الأراضي في النقب بين الدولة والمواطنين البدو في مرآة التاريخ، الحقائق حول تنفيذ عمليات الرش من قبل دائرة أراضي اسرائيل، المخاطر المترتبة على استعمال المادة الكيماوية "راوند أب" عن طريق رشها من الجو، صلاحية دائرة الأراضي في رش المحاصيل الزراعية التابعة للمواطنين البدو بالمواد الكيماوية من الجو كوسيلة لاخلائهم من أراضيهم، انتهاكات حقوق الانسان نتيجة القيام بعمليات الرش، تلخيص واستنتاجات وتوصيات.
رغم مرور خمسة عقود على ثورة "الضباط الاحرار" لا يزال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر خالدا في قلب الذاكرة الجماعية لدى الفلسطينيين وذكراه لا تزال تبث من حولهم رائحة عبقة من الشعور بالعزة القومية والنوستالجيا الملتهبة الى ايام الشموخ التي تجلى فيها فارسا يتحدى الاستعمار ويقارع الصهيونية من دون كلل او خوف.
الصفحة 62 من 98