اعتبرت إسرائيل أن إيران تهدف من وراء التوصل إلى مسودة الاتفاق مع الدول الغربية بخصوص برنامجها النووي ومراقبته إلى "كسب الوقت" وأنها لم تتنازل عن سعيها لحيازة قنبلة. نووية وطالبت إسرائيل الولايات المتحدة بعدم إزالة الخيار العسكري ضد إيران.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الخميس – 22.10.2009، أن وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، اقترح على السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، سوزان رايس، التي تزور إسرائيل حاليا والتي اجتمع معها سوية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عدم إزالة أي خيار ضد إيران عن الطاولة بما في ذلك الخيار العسكري وذلك حتى في حال تم التوقيع على اتفاق وشدد على أن إسرائيل لا تزيل أي خيار. وأضافت الصحيفة أن الموقف الإسرائيلي في هذا السياق نابع من التقدير أن المنشآت النووية التي كشفت عنها إيران ليست سوى جزء من نشاط أوسع تخفي إيران عن الغرب أجزاء كثيرة منه.
وتتابع إسرائيل تطور الحوار بين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة مع إيران بقلق وتوجس ويعتبر المسؤولون الإسرائيليون أن مسودة الاتفاق التي تم الإعلان عن التوصل إليها أمس "لا تزيد عن كونها خطوة تكتيكية إيرانية من أجل كسف الوقت وتخفيف الضغوط عليها".
وقالت يديعوت أحرونوت إن القيادة الإسرائيلية لا تصدق أن إيران ستستجيب للشروط التي تضعها الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وتقدر أنها ستستمر في جهودها الرامية إلى "تجاوز الخطوط" وأن تصبح دولة عظمى نووية، كما أن القيادة الإسرائيلية لا تثق بتاتا برئيس الوكالة الدولية للطاقة النووية، محمد البرادعي.
وطالب باراك بأن تستمر الدول العظمى في متابعة ما يجري في إيران على الصعيد النووي قائلا إن "الإيرانيين ضللوا الغرب في الماضي". وشدد على أنه ينبغي الاستمرار في الإعداد لفرض عقوبات مشددة على إيران في حال اتضح خلال الأشهر المقبلة أن إيران لا تتعاون بشكل كامل مع المجتمع الدولي.
من جانبه قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، إن "الإيرانيين أذكياء أكثر مما نعتقد وعلينا التأكد من أن الحديث لا يدور عن خدعة غايتها كسب الوقت، ورغم ذلك فإن مجرد الحقيقة أن الإيرانيين يحضرون المحادثات وتم التوصل إلى اتفاق تثبت أنه يوجد تأثير للضغوط. أنا لا أقلل من قيمة الاتفاق لكن يجب تركيز الضغوط ومواصلتها بكل القوة وهدفنا هو تحييد قدرة إيران من حيازة سلاح نووي".
وكتب محلل الشؤون الأمنية والعسكرية في يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، أن الولايات المتحدة بدأت تستعد لإمكانية أن يكون أحد المطالب الإيرانية في الاتفاق إجراء إشراف دولي على المنشآت النووية الإسرائيلية "وعلينا ألا نستغرب إذا رأينا مسؤولين إسرائيليين كبار يتوجهون إلى واشنطن قريبا لإجراء ’مشاورات’ حول الثمن" للاتفاق بين الغرب وإيران.
ورأى المراسل العسكري لصحيفة هآرتس، عاموس هارئيل، أن الاتفاق بين الغرب وإيران هو "تسوية من شأنها أن تبطئ بقدر كبير، على ما يبدو، ولمدة سنة أو سنتين، سباق التسلح النووي الإيراني، لكنه ما زال بعيدا من إنهاء القصة". وأضاف أن "التسوية لا توقف بشكل كامل الخيار النووي الإيراني، فإيران لا تتنازل عن القنبلة بل على العكس، فقد حصلت على اعتراف بحقها في تخصيب اليورانيوم، لأغراض سلمية في الظاهر، فيما القنوات الأخرى نحو القنبلة ما زالت ممكنة حتى وإن استغرق ذلك وقتا أطول".
وأشار هارئيل إلى أن أمام إسرائيل معضلة الآن تتمثل بما إذا كان عليها المشاركة في التفاؤل العام بعد الاتفاق أم مواصلة طرح الشكوك والتهديدات. وأضاف أنه "بالنسبة لنتنياهو، الذي يرى بولايته الحالية رسالة هدفها الأساسي إنقاذ شعب إسرائيل من محرقة ثانية على أيدي الإيرانيين، كذلك فإن إيران ليست البند الوحيد في أجندته". وتابع أن إيران "زودت نتنياهو حتى اليوم بذريعة يطرحها أمام الأميركيين من أجل الامتناع عن التقدم في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين".
واستبعد هارئيل أن تبادر إسرائيل لشن هجوم ضد إيران بعد التوصل إلى اتفاق إيراني غربي ومن دون الحصول على مساعدة أميركية. وخلص إلى أن إيران ستبقى عدوة صعبة لإسرائيل ولن تتوقف عن دعمها لحماس وحزب الله والتهديد الصاروخي على الجبهة الداخلية الإسرائيلية سيبقى قائما بدون علاقة مع الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني والتدريب العسكري الجوي الإسرائيلي الأميركي المشترك الذي بدأ في إسرائيل أمس يشكل رسالة واضحة إلى إيران ومفادها أن الولايات المتحدة ملزمة بأمن إسرائيل.