ندوة ونقاش بمناسبة صدور كتاب "لننتصر على هتلر"

الموقع: رام الله مركز "مدار"
الفعالية: ندوات

نظم المركز في مقره بمدينة رام الله بتاريخ 25/4/2010 ندوة لعرض ومناقشة كتاب "لننتصر على هتلر" من تأليف ابراهام بورغ، والذي صدر في ترجمة عربية خاصة (عن العبرية) أنجزها بلال ظاهر وسليم سلامة وراجعها وقدم لها مدير وحدة "المشهد الإسرائيلي" في المركز، الكاتب انطوان شلحت.

وفي الندوة، التي أدارتها د. هنيدة غانم، مدير عام المركز وحضرها جمهور من المهتمين والمثقفين، قدم الكاتب أكرم مسلم عرضا للكتاب، فيما قدم د. رائف زريق قراءة نقدية في مضامينه

وقال مسلّم في تقديمه الذي جاء تحت عنوان "ابراهام بورغ: شفافية السارد، تأتاة السياسي": إن أهمية كتاب بورغ تنبع إلى جانب ما يرسمه من ملامح لخارطة الروح اليهودية عبر العصور، ولا سيما بعد صدمة الهولوكوست (المحرقة)، من أهمية أبراهام بورغ نفسه كواحد من أعمدة العمل السياسي في إسرائيل، وكرئيس للكنيست والوكالة اليهودية، وأحد أقطاب حزب العمل، مشيرا إلى أن منطلقات الكاتب هي إدراك عمق الأزمة التي تعيشها الدولة العبرية وأن إسرائيل بصيغتها الحالية ليست إلا إعادة إنتاج للغيتو.

وأضاف ان بورغ "ضرب بجرأة على أعصاب حساسة في الذاكرة الجماعية اليهودية وفي الرواية الصهيونية وأمهات أساطيرها ساعيا إلى فتح كوة في هذا الغيتو، عبر محاولة تطبيع اليهودية وتطبيع إسرائيل مع ذاتها، متكئا على نصوص توراتية ونماذج صوفية يهودية". ولكن السؤال الذي خلص إليه مسلم في نهاية تقديمه للكتاب هو: هل استطاع بورغ حقا من خلال ما استخدمه من أدوات، فتح كوة في جدار الغيتو الإسرائيلي، كما هدف من وراء كتابه؟!

محاولة للإجابة على هذا السؤال وردت ضمنا في القراءة النقدية التي قدمها د. رائف زريق للكتاب، والتي استهلها بالتأكيد على أن الكاتب، ابراهام بورغ ليس جزءا ولا يمكن أن يكون جزءا من الشعب الفلسطيني، وانه في المحصلة يكتب صيرورته اليهودية والصهيونية وصيرورة الشعب اليهودي، منوها إلى أن هذا الكتاب، وبعض الكتب التي صدرت مؤخرا في إسرائيل، يقر مع ذلك بوجود أزمة معينة في المشروع الصهيوني، من حيث الشق الذي يريد أن يقيم دولة يهودية وديمقراطية.

وأضاف إن الكتاب وان كان لا يتضمن اختراقات فكرية إلا إن بعض الأطروحات التي يلامسها جديدة إذا ما وضعت في سياق خطاب اليسار الصهيوني، من جهة الحديث عن محارق وليس محرقة واحدة، وتعداد محارق الآخرين، مذكرا إن اليسار الإسرائيلي وعكس كل تيارات اليسار عالميا كان دائما إلى جانب حروب اميركا، وشريكا متحمسا للديكتاتوريات والأنظمة العنصرية.

ولفت زريق إلى أهمية الكتاب كمساحة لـ "التلصص المشروع" على صالون أسرة سياسية إسرائيلية لفهم السيكولوجيا السياسية الإسرائيلية، وفحص امكانية الاستفادة من هذا الفهم إلى جانب مساحات النقاش النظرية التي يفتحها الكتاب أمام المثقفين الفلسطينيين على مستوى كيفية التعامل مع الصراع على ضوء الأزمة التي يشخّصها الكتاب، بغرض إخراج الموضوع من سياقه الفلسطيني إلى فضاءات عالمية وتاريخية، مذكرا بخطورة الحالة المرضية الإسرائيلية أيضا كونها مدججة حتى أخمص قدميها بالسلاح.

المصطلحات المستخدمة:

الصهيونية