الصحافة والإعلام في إسرائيل- بين تعددية البنية المؤسساتية وهيمنة الخطاب القومي

الموقع: رام الله - جامعة بيرزيت
الفعالية: ندوات

نظم المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" بالتعاون مع دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت، يوم 8 كانون الأول 2005

ندوة بعنوان: "الصحافة والإعلام في إسرائيل- بين تعددية البنية المؤسساتية وهيمنة الخطاب القومي"

حاضر فيها الدكتور أمل جمّال – مؤلف الكتاب و رئيس قسم الإعلام في دائرة العلوم السياسية في جامعة تل أبيب، وذلك بمناسبة صدور الكتاب عن مركز "مدار": " الصحافة والإعلام في إسرائيل- بين تعددية البنية المؤسساتية وهيمنة الخطاب القومي". بحضور ومشاركة عدد من أساتذة قسم الإعلام في جامعة بيرزيت وجمع من طلبة القسم والعديد من الإعلاميين والمهتمين.

خلال الندوة التي أدارها د. نشأت الأقطش، تحدث مؤلف الكتاب د. جمّال مستعرضاً ما ذهب إليه في كتابه من آراء وطروحات وخلاصات تتناول صلب واقع الإعلام الإسرائيلي مؤكداً في مستهل حديثه أن هذا الإعلام يمر بتحولات مرتبطة بتداعيات عمليات الخصخصة واللبرله الإقتصادية و "الدمقرطة السياسية" وتفكك الهيمنة الإجتماعية والأيديولوجية، التي تشهدها الدولة العبرية بوتيرة متسارعة خلال السنوات الأخيرة، وقال د. جمّال: ما نراه اليوم هو أن الإعلام الإسرائيلي بعيد كل البعد عن المخيلة الجماعية لمؤسسي الإعلام العبري القدامى، مؤكداً في الوقت ذاته على حقيقة خضوع وسائل الإعلام والصحافة الإسرائيلية إرادياً لمصالح المؤسسة السياسية والعسكرية والنخب المتنفذة في إسرائيل.

واستطرد د. جمّال في عرضه لكتابه موضحاً أنه ورغم سمة التعددية لبنية الإعلام في إسرائيل إلاّ أن وسائل الإعلام فيها تقع تحت سيطرة قوتين كبيرتين في المجتمع الإسرائيلي، قوة النخبة السياسية والأمنية والعسكرية، وقوة أصحاب رؤوس الأموال الذين يبسطون –كما قال- سيطرتهم الإقتصادية على وسائل الإعلام الإسرائيلية بشكل شبه مطلق. وقال أن تحليل الخطاب الإعلامي في إسرائيل يظهر الصلة الوثيقة بين النخب السياسية والعسكرية والإعلامية، موضحاً أن الإعلام الإسرائيلي لعب تقليدياً دور الناطق بلسان النخب السياسية والأمنية، لا سيما في موضوع الصراع مع الفلسطينيين والعرب.

وأشار د. جمّال في هذا السياق إلى أن التعددية القائمة في الإعلام الإسرائيلي لا تعكس تعددية في المضمون أو المضامين التي تقدمها وسائل وقنوات الإعلام الإسرائيلية المختلفة، وخلص د. جمّال في استعراضه لكتابه إلى استنتاج رئيسي مؤداه أن "الإعلام الإسرائيلي لا يلعب الدور الإجتماعي والأخلاقي المطلوب والمفترض منه" مؤكداً أن كل التحولات البنيوية في هذا الإعلام تصب في خدمة مصالح النخبة السياسية والعسكرية والإقتصادية في إسرائيل.

وعقّب أساتذة إعلام مختصون في جامعة بيرزيت خلال الندوة على عرض مؤلف الكتاب معبرين بالإجمال عن اتفاقهم مع ما جاء فيه مؤكدين على أهمية وغنى محتويات الكتاب.

د. نشأت الأقطش، أعرب في مداخلة عن تثمينه لما يحتويه الكتاب من معلومات قيمة ومبرهنة عن وضع الإعلام الإسرائيلي، وقال إن هذا الإعلام مُوجّه وأنه نتاج التقاء مجموعة من العوامل الأخلاقية والفكرية والثقافية في المجتمع الإسرائيلي.

ورأى د. سمير عوض في تعقيبه أن الكتاب فريد من نوعه ويحتوي على معلومات قيمة يلامس واقع الإعلام الإسرائيلي بموضوعية، وأشار إلى أن مؤلف الكتاب أثبت بالأدلة والفرضيات المناسبة ما ذهب إليه في منطلقه الأساس من أن الإعلام الإسرائيلي "ليس حراً".

واعتبر د. سميح شبيب في تعليقه أن الكاتب نجح في تحقيق هدف كتابه المتمثل في إطلاع القارئ العربي والفلسطيني، المثقف والإعلامي والباحث، على معلومات وجوانب بنيوية وأيديولوجية في الإعلام الإسرائيلي.

ومن جهته عبّر الأستاذ وليد الشرفا في مداخلته عن اختلافه مع الكاتب فيما يخص بالتحول البنيوي في الإعلام الإسرائيلي، معتبراً أن التحول هو "تعددي جارٍ داخل الدائرة".

ويشار إلى أن مؤلف الكتاب، د. أمل جمّال، يُعَّد من أبرز ناقدي الإعلام الإسرائيلي وله عدة منشورات ومؤلفات مختلفة في هذا الموضوع.

المصطلحات المستخدمة: