الثقافة الإسرائيلية بين التنوع والهيمنة

الموقع: رام الله مركز "مدار"
الفعالية: ندوات

حاضر فيها الاستاذ سلمان ناطور – مدير دائرة "مجلة قضايا إسرائيلية"

وذلك بمناسبة صدور الكتابين : "مختارات من القصص الإسرائيلية" و "ما أروع هذه الحرب". وهما من اعداده وترجمته. بحضور عدد من السياسيين والباحثين والمهتمين

بدأ السيد سلمان، محاضرته بقصيدة للشاعر الإسرائيلي روني سوميك وهو من الشعراء الشباب المنحدر من أصل عراقي، معرباً عن اعتقاده أن القصيدة تعبر بشكل مكثف جداً عن حالة الكاتب الإسرائيلي ورؤية المثقف الإسرائيلي لذاته .

اسم القصيدة "الدليل الأحمر لكلمة الغروب". يقول سوميك:

"الشاعر الفرنسي يرى إحمرار الشمس فيعصر من عنب الغيوم لون الخمر

الشاعر الإنجليزي يُشبهها بالوردة ...

والعبري بالدم...

يا بلادي أيتها البلاد التي تغرس شفتيها المتوحشتين

في عنق الغروب العذري

أسواط الرعد تُكبّل ذراعي...

وأنا في سفينة حياتي...أُبحر مثل نوح إلى جبال الأراراط".

(من مجموعة: من بياليك الى عميحاي: مختارات من الشعر العبري المعاصر، مركز أوغاريت للنشر رام الله 2000)

قال ناطور، إن نكبة الشعب الفلسطيني تشكل الملمح الرئيس للأزمة الأخلاقية التي يعاني منها المثقفون والمبدعون الإسرائيليون.

وأضاف إن ما حدث للشعب الفلسطيني العام 1948، يمثل مأزقاً بالنسبة للمثقفين الإسرائيليين، موضحاً إن "مأزق المثقفين الإسرائيليين الأخلاقي هو ما جرى العام 48، وقيام كيانهم على أنقاض شعب آخر".

ونوه إلى أن معظم المثقفين الإسرائيليين يعمدون إلى تناسي معاناة الشعب الفلسطيني وما تعرض له على مدى أكثر من نصف قرن بسبب التطلعات والممارسات الإسرائيلية، مضيفاً "طالما أن موضوع النكبة بعيد عن حسابات المثقفين فإنهم يشعرون براحة". أيضاً نوه إلى أن عدداً آخر من المثقفين والكتاب الإسرائيليين لا يستطيعون تناسي هذا الأمر، فيدخلون في مأزق تبرير أو محاولة فهم ما جرى.

وأوضح المحاضر، أن بعض الكتّاب والمثقفين الإسرائيليين يقرون بحقوق الشعب الفلسطيني، وبضمنها حق العودة، التي قال إن على الجانب الفلسطيني عدم التردد في طرحها مع الإسرائيليين في أي محفل، لأنه لا بد من أن يجري تناولها في النهاية من قبل الإسرائيليين.

وبالنسبة إلى الثقافة الإسرائيلية، أشار ناطور إلى أنه رغم مرور 60 عاماً على قيام الدولة العبرية، فإنها ما زالت ثقافياً في مرحلة التكوين. وذكر أن تعدد أصول اليهود ومنابتهم، أدى إلى عدم تبلور هوية واحدة للثقافة الإسرائيلية، مضيفاً "لا توجد ثقافة قومية واحدة، بسبب تعدد الثقافات في إسرائيل".

غير أن ناطور، أكد وجود إهتمام كبير بالنواحي الثقافية بين الإسرائيليين، الذين وصفهم بأنهم قارئون بشكل عام. وقال: داخل المجتمع الإسرائيلي هناك إهتمام جلي بثقافتهم، نابع عن التربية لديهم، والقائمة علىأساس أن الثقافة شيء مركزي في حياة الإنسان الإسرائيلي واليهودي.

وتعرض إلى وجود هيئات تعنى بنشر الثقافة العبرية في العالم، موضحاً أن الإسرائيليين من أكثر الناس إقبالاً على القراءة. ودلل على ما ذهب إليه بتمكن بعض الكتاب الإسرائيليين المعروفين من توزيع ما لا يقل عن 70 ألف نسخة من كتبهم في إسرائيل وحدها. وأشار إلى أن الإسرائيليين يحرصون على تنظيم فعاليات بشكل متواصل، للترويج للكتب لديهم، عدا عن إقامة معارض بشكل دائم.

المصطلحات المستخدمة:

حق العودة