إسرائيل ورحيل الرئيس عرفات

الموقع: رام الله مركز "مدار"
الفعالية: ندوات

حاضر فيها الاستاذ محمد بركة – النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي.

بحضور عدد من السياسيين والباحثين والمهتمين.

تناول المحاضر خلال حديثه مجموعة من المحاور المتصلة أو المحيطة مباشرة بموضوع الندوة بشتى جوانبه وتداعياته وتداخلاته الآنية والمستقبلية على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية، وفيما يلي عرضاً ملخصاً لأهم محاور هذا الحديث:

استهل النائب السيد "بركة" حديثه بالتأكيد على قناعته المبدئية التي لا ترصد أي بوادر أو احتمالات واقعية بحصول "تغيير استراتيجي" في التفكير والسلوك السياسيين الإسرائيليين الرسميين بعد رحيل الرئيس والزعيم الفلسطيني التاريخي الرمز ياسر عرفات، وأردف "بركة" مشدداً: "لا اعتقد أن الحكومة الإسرائيلية الحالية – برئاسة شارون- بصدد إعادة النظر في إستراتيجيتها القائمة على عدم الدخول في مفاوضات حول قضايا الحل النهائي مع الجانب الفلسطيني" مبيناً أن جل ما تصبو وتسعى إليه حكومة شارون هو "إبقاء التداول محصوراً في خطة الفصل وذلك اعتماداً على رسالة الضمانات المقدمة من الرئيس الأميركي جورج بوش إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية أريئيل شارون".

واستطرد بركة موضحاً: إن شارون يعتمد على استراتيجية ثابته، رسم ملامحها بَعد تسلمه مقاليد الحكم (عام 2001) وتقوم على استبعاد الخوض في أية مفاوضات حول قضايا الحل النهائي مع الفلسطينيين، وعمد في إطارها إلى محاولة وصم النضال الفلسطيني العادل والمشروع بالإرهاب، جنباً إلى جنب مع الإدعاء بعدم وجود شريك فلسطيني ؟!.

وتأسيساً على هذه الإستراتيجية، تابع الأستاذ "بركة" لم يكن أمام شارون سوى خيار الهروب إلى الأمام، من استحقاق وجوب استئناف العملية السياسية – التفاوضية وتنفيذ خطة "خارطة الطريق"، ولذلك "اخترع" شارون خطة الفصل ألاحادية الجانب التي اقتضت منه التشبث والتأكيد على ترهاته ومزاعمه تجاه القيادة الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني.

ولّخَص بركة حديثه في هذا السياق معتبراً: إن شارون وحكومته تذرعا بالرئيس عرفات "كمشجب" لتبرير إنعدام جديتهما ورغبتهما في التوصل إلى سلام حقيقي مع الشعب الفلسطيني وقيادته.

ورأى "بركة" من جانب آخر، أن التصريحات والوعود التي أطلقها العديد من المسؤولين الإسرائيليين، حول تسهيل إجراء انتخابات الرئاسة الفلسطينية – بعد رحيل الرئيس عرفات – لا تعكس تغييراً جوهرياً في السياسة الإسرائيلية ولا تعبر حتى على المدى المنظور عن مواقف حقيقية جادة لدى حكومة شارون التي جعلت من سياسة إختلاق الذرائع ووضع العراقيل منهجاً ثابتاً ودائماً إزاء كل ما يتعلق بمحاولات استئناف وتحريك المسار السياسي مع الجانب الفلسطيني.

وتَطّرق "بركة" في ختام حديثه إلى الوضع الداخلي الفلسطيني مشيداً بالصورة المشرقة التي عكستها وتعكسها عملية انتقال السلطة بسلاسة ووفقاً لأحكام الدستور بعد رحيل الرئيس عرفات وقال: إن هذا المشهد يدعو للإعتزاز ويقطع الطريق على كل الذين يحاولون الإساءة للشعب الفلسطيني وقيادته وكفاحه الوطني العادل.

المصطلحات المستخدمة:

الكنيست, رئيس الحكومة