يشمل هذا العدد من "قضايا إسرائيلية" دراسات ومقالات، خاصة ومترجمة، تتعلق بعناصر الفكر الصهيوني اليميني منذ زئيف جابوتنسكي، مؤسس الحركة الصهيونية التصحيحية أو التنقيحية، ومن ضمنها ترجمة خاصة لمقال هذا الأخير "عن الجدار الحديدي" الذي صاغ فيه مقاربته إزاء السكان الأصليين في فلسطين، وهي المقاربة نفسها التي جرى تبنيها لاحقًا من جانب التيار الرئيسي في الحركة الصهيونية، وهو "التيار العمالي" بزعامة دافيد بن غوريون.
ولا بُدّ من التأكيد على أن هذه العناصر تنعكس، من جهة، على سياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تدير الأحزاب اليمينية دفتها، بقدر ما تنعكس من جهة أخرى على مجموعة من مراكز الفكر السياسي الإسرائيلي. وللتدليل على هذه العملية الأخيرة فإننا نقدّم أيضًا ترجمة لدراستين إسرائيليتين جديدتين تتعلق الأولى بما يسمى "تهديد الإرهاب النووي"، بينما تتطرّق الثانية إلى الاتجاهات الديمغرافية في إسرائيل ومدى تأثيرها المتوقع على الطابع اليهودي لإسرائيل.
وتندرج المقابلة الخاصة مع رئيس قسم التاريخ العام في جامعة تل أبيب في هذا الإطار، من حيث تناولها للخريطة الحزبية الإسرائيلية ومحاولات اليمين الإسرائيلي الرامية إلى الهيمنة على الأجندة السياسية العامة وتغيير قواعد اللعبة الحزبية والبرلمانية برمتها.
فضلاً عن هذا المحور، نقدّم في زاويتي قراءات والمكتبة عروضًا موسعة ومقتضبة لمجموعة من الإصدارات الإسرائيلية أو المتخصصة في دراسة إسرائيل.
كما تطالعون في زاوية متابعات مقالات وتقارير حول الصراع الدائر في المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية بشأن وجهة هذه المؤسسة المستقبلية، وحول آليات الاستملاك الصهيونية للقدس وفلسطين، وحول تصورات "خبراء" يهود من إسرائيل والخارج لمستقبل اليهود في العالم حتى العام 2030، علاوة على مقالة مترجمة تتناول العلاقة بين التعليم والوضع الاقتصادي- الاجتماعي لإسرائيل.
إن مواد هذا العدد ترتبط، بهذا القدر أو ذاك، بخصائص إسرائيل في الوقت الحالي، بقدر ما ترتبط بعودتها إلى أصولها السياسية والفكرية التي تكرّست ضمن حقل التجاهل التام للوجود القومي الفلسطيني وحقوقه وتاريخه وثقافته.