العدد 16 من قضايا اسرائيلية، كشف رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن وجه آخر قبيح للنظام الإسرائيلي، بالمعايير الإنسانية والأخلاقية وحتى الدبلوماسية، إذ تعامل مع مرض وعلاج ووفاة زعيم منتخب لشعب من المفترض أن يكون الجار الأقرب للإسرائيليين، تعامل معه بكثير من الشماتة وحتى الفرح والإستعلاء والمهانة، ولا شك أن هذا التعامل مع من رحل عن الحياة، مؤشر للتعامل مع من ظل على قيد الحياة، ويواصل طريق النضال من أجل حرية واستقلال الشعب الفلسطيني، كان على المجتمع الدولي أن يدين هذا الشكل اللاأخلاقي في التعامل مع هذه المسألة. القليل مما عبّر عنه الإسرائيليون في دراسة تتصدر هذا العدد.
وفي العدد أيضاً حوار مع بروفيسور بارز في الأكاديمية الإسرائيلية يلوح منذ أكثر من ثلاثين عاماً بالخطر من تزايد العرب، وجه آخر للعنصرية، ووجه آخر هو تجاوزات الجيش الإسرائيلي لكل الأصول الأخلاقية. لكن مع هذه الوجوه القبيحة هناك وجوه أخرى، لشخصيات إسرائيلية تتمسك بالأصول الأخلاقية تدعو إلى النضال من أجل سلام عادل وشامل، وتنبذ الإحتلال والقمع، وتؤيد حق الشعب الفلسطيني بالعودة، ووجوه لمفكرين ومثقفين شرقيين يعملون من أجل تحديد الهوية الحقيقية لهؤلاء اليهود والعرب وموقفهم في المجتمع الإسرائيلي كقوة سلامية، هي جزء من هذا الشرق العربي.
إسرائيليون بين جنون العظمة والعنصرية وبين الواقعية العقلانية، هو محور هذا العدد.