العدد 14 من مجلة قضايا اسرائيلية، بعد حملة الإغتيالات التي قامت بها حكومة إسرائيل لتصفية قياديين فلسطينيين في المناطق المحتلة، نشر الدكتور ليف غرينبرغ مقالاً في صحيفة بلجيكية، وصف هذه العمليات بأنها "إبادة شعب رمزية للشعب الفلسطيني"، وقد أثار هذا المقال ضجة كبرى في أوساط يمينية ويسارية هاجمت الكاتب.
وهددت وزيرة التربية والتعليم ليمور ليفنات، التي ترأس أيضاً مجلس التعليم العالي، هددت جامعة بئر السبع أنها ستقاطع الجامعة إذا لم "توقف غرينبرغ عند حده"، وقد أصبح المؤرخون الجدد، وعلماء الإجتماع الجدد في الجامعات الإسرائيلية يقضّون مضاجع القوى اليمينية المتنفذة في النظام الإسرائيلي. دأبت "قضايا إسرائيلية"، منذ صدورها على ترجمة هذه الأصوات وتقديمها للقارىء العربي، ومنها ليف غرينبرغ وإيلان بابيه وباروخ كيمرلنغ وداني رابينوفيتش ودان ياهف وأودي أديب وغيرهم من الأكاديميين الذين لم تعد تنطلي عليهم المقولات الصهيونية التقليدية التي حاولت تبرير النكبة والغبن التاريخي وقلب الحقائق.
في هذا العدد أيضاً نقدم الجديد من هذه الأصوات، إضافة إلى إسهامات الأكاديميين الفلسطينيين في سبر أغوار المجتمع الإسرائيلي ودراسته دراسة معّمقة.
إننا نتوجه إلى الأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات الإسرائيلية، أو الفلسطينية، من المتخصصين في العلوم السياسية والإجتماعية والتاريخ والإقتصاد لتخصيص وقت وجهد لدراسة "الأخر"، الأمر الذي أهمل في الماضي ويوماً بعد يوم تكتشف أهميته حاضراً ومستقبلاً.